شدد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد ​هاشم صفي الدين​ على أنه "لدينا تحديات كثيرة اليوم ومنها الإقليمية، ونحن أصبحنا جزءا أساسيا من المعادلة الإقليمية، ونعرف أن بعض اللبنانيين يخافون من هذه الكلمة، ولكن هذا شأنهم، وأما نحن فعلينا أن نحمي بلدنا وناسنا وشعبنا ومستقبل بلدنا، وأن نحصن لبنان، وبالتالي لا مجال لتحصين لبنان إلا أن نكون أقوياء في المعادلة الإقليمية، وأي كلام آخر، لا قيمة له على الإطلاق، وهو يندرج في خانة الاستسلام والتنازل لمصلحة إسرائيل التي تصرخ من حضورنا وسلاحنا ومقاومتنا، ولا تنام الليل من الانجازات التي حققناها".

وخلال اللقاء الخاص الذي أقامته التعبئة التربوية في حزب الله في المنطقة الأولى للهيئات الإدارية والتعليمية في مدارس المنطقة، أكد أننا "دخلنا في معركة المازوت الإيراني ، وكانت في مثابة إنذار وإيذان بالانتقال إلى مرحلة جديدة، ونحن بكل صراحة كنا نفكر بموضوع المازوت والحدود ومستتبعاته منذ حوالى الستة أشهر، ولكن قلنا بأنه علينا أن نصبر إلى أن جاء الوقت المناسب، ومجرد أن دخلنا إلى هذه المعركة، حصل ما حصل من تداعيات الجميع يعلمها، فركض الأميركان والغرب وكل الدول، واكتشفناهم في الاختبار الصعب، وتبين جليا أنهم يؤثرون في لبنان، ونحن نقول أن الأميركان يؤثرون في لبنان أمنيا وسياسيا وماليا واقتصاديا، وهم أقوياء في الدولة اللبنانية، ولديهم الكثير داخلها، ولكن نحن حتى الآن لم نخض معركة إخراج الولايات المتحدة الأميركية من أجهزة الدولة، ولكن إذا جاء اليوم المناسب وخضنا هذه المعركة، سيشاهد اللبنانيون شيئا آخر، فنحن لم نخض هذه المعركة، لأننا نعرف ما قدرة تحمل هذا البلد، فأميركا عدو لا تقل عداوة عن إسرائيل، وأحيانا أكثر عداوة منها، ولكن نحن نرى ونسمع ونقدر الموقف إن كان بإمكان اللبنانيين التحمل أم لا، وكذلك نحن حريصون على البلد في استقراره وهدوئه، والجميع يرى ماذا نفعل من أجل بقاء هذا الوطن".

وأكد أن "المعركة التي فتحت في موضوع المازوت، هي نقلة نوعية في مواجهة الحصار الأميركي والغربي الظالم على لبنان، وهذه ليست الخطوة الأخيرة، وإن شاء الله لا نحتاج إلى الخطوة الثانية والثالثة، ولدينا خطوات كثيرة قادرون على فعلها، وهي تحرجهم وتلبكهم، وقد تكون كلفتها أكثر، ولكن كما يقول الله تعالى إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون، وعليه فإننا نعرف كيف نوجعهم، وكيف نهدد لهم مصالحهم، وليس ضروريا بالسلاح".

وأوضح أن "هذه الخطوة كانت خطوة جديدة ونوعية، وفتحت الأبواب، وتشكلت الحكومة، ولكن كي نكون صريحين وواضحين بالفهم والتشخيص، هذا لا يعني أن لبنان وضع على سكة الحل، فهم خافوا من أن تزداد سطوة حزب الله وحلفائه في لبنان الآن وفي المستقبل ومن أن يصبح البلد بيد نهج المقاومة، وخافوا من أن تؤجل الانتخابات النيابية، لأنهم يراهنون عليها وهذا واضح جدا، وطموحهم أن يحصلوا على 30 مقعدا من ال أن جي أوز أي من عملاء أميركا ولا يتبعون لأي أحد، كي يصبحوا في المجلس النيابي بما يعرف ببيضة القبان"، مشيرا إلى أننا "اليوم بدأنا نستشعر ونتحسس بعض النتائج الإيجابية التي قمنا بها بعد عملية الصمود".

وشدد صفي الدين على أننا "سنبقى نتحمل المسؤولية، وسنحضر في كل الساحات التي يمكن أن نقوم بإنجاز ما فيها، ففي الساحة الإقليمية الدنيا تتبدل، وأميركا تضعف، ويمكن أن يأتيها يوم ربما يكون أسوأ مما شهدته في أفغانستان، والمنطقة تتجه إلى مزيد من التبدل، وسيرى العالم العربي والإسلامي في منطقة الشرق الأوسط مشاهد جديدة، وهذه حقائق، والجميع يرى ما يحصل في سوريا، من اتصالات تأتيهم من دول العالم، وكذلك الجميع رأى اتباع أميركا في لبنان كيف باتوا في حالة صمت وموت، فالدنيا كلها تتقلب من حولهم وهم يفتشون عن مكان ليجلسوا فيه، لأن الذي اعتاد طوال عمره على التسول والعمالة، يراقب لمن يمكن أن عميلا ومن سيكون الأقوى في المنطقة، ويمكن أن يأتي يوم من الأيام عندما يشاهدوا ويدركوا أن محور المقاومة هو الأقوى، بأن يطلبوا منا أن نؤمن لهم وظيفة في محور المقاومة، ولا يستبعدن أحد هذا الأمر، لأن لديهم وقاحة".

ولفت إلى أن "الوضع السياسي في المنطقة فيه الكثير من التغيرات والتبدلات، والأميركي يحاول أن يمنعنا من أن نستثمر هذه التبدلات والانتصارات، ولكنه لن يستطيع أن يمنعنا من ذلك، وعاجلا أم آجلا سنصل إلى استثمار هذه الانجازات التي ستغير وجه المنطقة، ولبنان عادة عندما يتغير وجه المنطقة، ليس لديه حل، وعليه أن يتموضع، وتنعكس عليه كل الألوان الآتية من الخارج، فإن كانت زاهية فإنه يزهو، وإن كانت بالية فإنه يبلى، وإن شاء الله المقبل زاه وليس باليا".