أكد نقيب المحامين ​ملحم خلف​ في كلمة له خلال تأدية 308 محاميات متدرجات ومحامين متدرجين قسم اليمين أمام ​محكمة الاستئناف​ في بيروت اننا "باقون هنا في الصف الأول، في حصن الدفاع الأخير عن الحرية والحق والعدل والقانون، ولو تساقط الكلّ على الطريق، وبقينا وحدنا في هذه المعركة الوجودية. هنا باقون، فإما نموت في الساح بشرف وكرامة، وإما تنتصر الحقيقة، ونحيا جميعنا بها، وتحت سقفها، وينتصر بها لبنان. بيننا وبين الطغاة والاستبداديين والفاسدين والسارقين ومغتصبي القانون والقتلة والمجرمين وباعة الوطن، معركة واحدة وحيدة ونهائية، لا رجوع عنها. من يريد أن يقاتل ​نقابة المحامين​ في معركة الخير والوجود هذه، فنحن سلاحنا معروف، وساحة القتال معروفة. المروءات التي عاشت بنا لم تزل تجري سعيرا في دمانا، غذت الأحداث منا أنفسا، لم يزدها العنف إلا عنفوانا".

وسأل: "كيف ننهض بالوطن لهؤلاء الشابات والشباب؟ كيف نعطيهم الأمل بغد أفضل؟ أبهؤلاء الحكام؟ أبوجود منظومة فاقدة للشرعية والمشروعية، منظومة متحكمة تأخذ جميع اللبنانيين كرهائن لتستمر في ​السلطة​؟ أبوجود منظمومة عطلت عمل ​القضاء​ وعرقلت الولوج للعدالة وحولت أروقة قصور العدل والمحاكم الى مذبحة لاستقلالية القضاء والى مهزلة الانحراف في تطبيق القوانين والاستنكاف عن إحقاق الحقوق؟ وتعطيلها القضاء هذا أدى الى عودة لغة الانتقام واستيفاء الحق بالذات وشريعة الغاب وعدالة القبائل. فجروا العاصمة بيروت وأجساد الأبرياء بأكبر جريمة مركبة في تاريخ الوطن، ولم يرف لهم جفن. يضربون، كل يوم، مبدأ فصل السلطات بعرض الحائط. ما هذا الانفصام؟ ينادون من جهة باستقلالية القضاء وبضرورة السير بالتحقيقات في قضية المرفأ حتى النهاية وبضرورة سوق كل المرتكبين أمام العدالة، ومن جهة أخرى ماذا يفعلون؟ يتقاذفون المسؤوليات، يحاولون تضليل التحقيقات، يطمسون الحقائق، يتلطون خلف حصانات واهية، يراهنون مخادعين على الوقت، يحاولون بشتى الطرق الملتوية الإفلات من المحاسبة والعقاب، يطلبون رد محقق عدلي أول لأنه تجرأ أن يلاحق البعض منهم. للأسف، ينجحون بذلك. يطلبون رد محقق عدلي ثان لأنه تجرأ أن يلاحق بعضهم الآخر. ليتهم يقفون عند هذا الحد من الوقاحة. كم هم ساقطون، كم هم جاهلون، عندما يهددون بقتل الجسد. أيعتقدون فعلا أنه بالتصفية الجسدية سيغتالون العدالة؟ إسمعوني جيدا، إسمعوني جيدا: إن قتلتم الجسد، لن تنالوا من إرادة الناس. إن قتلتم الجسد، لن تنتزعوا إصرارنا على العدالة. إن قتلتم الجسد، لن يصمت صراخنا في ضميركم. إن قتلتم الجسد، سننتصر عليكم ولو بعد حين. أنظروا الى وجوه هؤلاء الضحايا الأبرياء. نعم، إنكم تقتلونهم مرتين".

وشدد على ان "زمن التفلت من المحاسبة وحماية المرتكبين والفاسدين ولّى . ولى زمن الترهيب والتخويف والتهويل. نعدكم أن زمن عدم استقلالية القضاء والقضاة وزمن الديكتاتوريات، سيرحل. يبقى رهاننا الأكبر اليوم على القضاة الشجعان الشرفاء الذي يؤدون رسالتهم بأبهى صورة لها. رهاننا الأكيد عليكم أيها المحامون المتدرجون الجدد مع رفاقكم سائر المحامين، لأننا جميعا لن نسكت، لن نخاف، لن نرضخ، لن نستسلم ولن نضعف. مستمرون في رسالتنا، وفي حماية الناس، وفي نضالنا لاسترداد ​الدولة​ وإنقاذ الوطن".