إختتم ​مجلس كنائس الشرق الأوسط​ أيّام "موسم الخليقة" 2021 برعاية غبطة بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للموارنة الكاردينال ​مار بشارة بطرس الرّاعي​، والّذي أطلق فعاليّاته للمرّة الأولى في المشرق، في خدمة صلاة مسكونيّة، يوم الأحد 3 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2021، بضيافة كريمة من غبطته الذي إختار دير سيّدة الزيارة، معهد وجمعيّة فيلوكاليّا ​عينطورة​، ​كسروان​ – ​لبنان​، المرمّم حديثًا للاحتفال. وترأس الصّلاة النّائب البطريركيّ العام على نيابة ​صربا​ المارونيّة سيادة ​المطران بولس روحانا​ ممثّلًا غبطة البطريرك الرّاعي، بحضور الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط ​ميشال عبس​، وعدد من الشخصيات الروحية. كما أحيا الإحتفال أعضاء من جوقة فيلوكاليّا وقدّموا باقة من الترانيم التسبيحيّة لتمجيد الخالق. وتخلّل الإحتفال خدمة الصّلاة المسكونيّة الخاصّة بـ"موسم الخليقة".

وبإسم غبطة الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي ألقى سيادة المطران بولس روحانا كلمة رحّب فيها بالحضور وبكلّ من عمل من أجل تنفيذ مشروع "موسم الخليقة" وتنظيم الإحتفال الختاميّ. ومما قاله "تسبيح الخالق والثقافة البيئيّة ليست ترفًا فكريًّا على الإطلاق، إنّها من صميم رسالة الكنائس والمجتمعات المدنيّة للمحافظة على سلامة البيت المشترك الّذي هو بمثابة الخير العام. وأضاف "بارك الله جهود المسؤولين في بلدنا لبنان ومعهم أصحاب الإرادة الصّالحة فيعيروا في مشروعهم الإصلاحيّ الثقافة البيئيّة حقّ إعتبارها في المناهج التربويّة والتشريع وتنفيذ القوانين من دون محاباة، إلى أن نتوصّل إلى إيجاد حلول جذريّة للمشاكل البيئيّة الكثيرة في مجال الماء و​الكهرباء​ والنفايات والفوضى العمرانيّة... الّتي يرزح تحتها منذ عقود شعبنا بسبب الإهمال".

بدوره ألقى الأمين العام ميشال عبس كلمةً عرض فيها لدور المجلس والمسار الّذي قام به من أجل إطلاق فعاليّات "موسم الخليقة" في المشرق، وشدّد على حرص المجلس على نقل الثّقافة البيئيّة إلى المنطقة حيث "أتى المشروع في التوقيت المناسب، والرّبّ يوقّت الأمور الّتي تعمل للخير للّذين يحبّونه". أضاف "هذا نموذج للعمل الجماعيّ المؤمن الهادف القائم على المحبّة والكفاءة. هذا نموذج لما يستطيع أن يجترحه مسيحيّو المشرق – لا بل كلّ أهل المشرق – إذا أحسنوا التعاضد والمؤازرة وشبك الأيادي. إنّ أبناء أمّتنا مدعوّون إلى التضامن من أجل حماية البيئة...". ودعا إلى "أخذ الإشكاليّة البيئيّة على محمل الجدّ وجعل حماية البيئة وإصلاحها وتنميتها بندًا أوّلًا على جدول أعمال حياتنا اليوميّة وغدنا. إنّ الإستباق هو أفضل أنواع العلاج".