جزم قريبون من "​حزب الله​"، تعليقًا على تصريح رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد ​هاشم صفي الدين​، عن أنّ "الأميركيّين أقوياء في الدولة ال​لبنان​ية، ولديهم الكثير داخلها وحتّى الآن لم نخض معركة إخراج ​الولايات المتحدة الأميركية​ من أجهزة الدولة، ولكن إذا جاء اليوم المناسب وخضنا هذه المعركة، فسيشاهد اللبنانيّون شيئًا آخر"، الّذي وجدت فيه شخصيّات معارضة تصويبًا غير مباشر على ​الجيش اللبناني​، أنّ "ما طرحَه صفي الدين لا علاقة له بتاتًا بالاستحقاقات المقبلة، ولا يجوز لأحد أن يربطه بأيّ استحقاق". ونقلوا عن صفي الدين، تأكيده أنّه "لم يكن يقصد بكلامه الجيش على الإطلاق، خلافًا لما ذهب إليه البعض من أصحاب الاجتهادات المغلوطة".

ولفتوا إلى أنّ "علاقة "حزب الله" ب​المؤسسة العسكرية​ وقيادتها ممتازة، وهو أساسًا صاحب معادلة "الجيش والشعب والمقاومة" في مواجهة العدو الإسرائيلي، فكيف له أن يتطوّع لنسف إحدى ركائز هذه المعادلة، خصوصًا أن الجيش أثبت عبر سلوكه في محطّات مفصليّة أنّه يشكّل جزءًا من خطوط الدفاع عن لبنان؟"، مشيرين إلى أنّ "الحزب يحرص على الاستمرار في ​سياسة​ التعاون والتفاهم مع المؤسّسة العسكريّة، لا سيّما أنّه يعرف أهميّة مردودها الاستراتيجي بالنسبة إلى المقاومة، إضافةً إلى أنّه يعلم أيضًا أنّ هناك في الداخل والخارج من لا يستسيغ هذا التعايش المنظّم بين الجانبين، ويحاول استغلال أيّ فرصة لتحريض كلّ منهما على الآخر، بُغية دقّ إسفين بينهما واستدراجهما إلى نزاع عبثي، من شأنه إلحاق الضرر بالمقاومة؛ وهذا فخّ لن يقع فيه الحزب اّلذي أثبتَ عبر أكثر من تجربة صعبة أنّه قادر على تفاديه".

وأوضح القريبون من الحزب، أنّه "يتمايَز عن الجيش أو يتباين معه أحيانًا في مقاربة جزئيّات ظرفيّة، كما جرى على سبيل المثال حيال مسألة إقفال الطرق خلال فترة الاحتجاجات في الشارع، لكن هذا النوع من الاختلافات الموضعيّة، يُعالج من خلال التواصل المباشر مع المؤسّسة العسكريّة"، مركّزين على أنّ "الرشقات التحذيريّة" الّتي أطلقها صفي الدين، إنّما كانت تندرج ضمن إطار لفت الانتباه إلى خطورة النفوذ الأميركي المزمن والمتمدّد داخل الإدارات الرسميّة وصولًا إلى الدولة العميقة، متّخذًا مظاهر عدّة، كان من أحدثها التدخّل العلني في التحقيق القضائي المتعلّق بقضيّة ​انفجار مرفأ بيروت​".

وذكروا أنّ "الحزب يعتبر أنّ ​واشنطن​ هي الّتي بنت دولة داخل الدولة، مستندةً إلى امتدادات لها في معظم المجالات"، مبيّنين أنّ "مناسبة فتح هذا الملف، تعود إلى إطلاق "حزب الله" معركة كسر الحصار والعقوبات، واقتناعه بأنّ هناك ضرورة لتوسيع تلك المعركة في التوقيت المناسب، حتّى تشمل كلّ القطاعات المتأثّرة بالنفوذ الأميركي، على قاعدة أنّ لا نهوض كاملًا للبلد ولا تعافيًا تامًّا له، ما لم يُرفع عنه ضغط الولايات المتّحدة الّذي يتّخذ تارةً شكل الترغيب وطورًا شكل الترهيب".