لفت وزير الخارجيّة السوريّة ​فيصل المقداد​، إلى "أنّنا عندما اتّخذنا قرارنا بإيصال ​الغاز​ و​الكهرباء​ عبر ​سوريا​ لأشقائنا في ​لبنان​، فإنّ هذا القرار جاء لأنّنا نؤمن بأنّ الغاز المصري يجب أن يصل إلى لبنان، بهدف إنقاذ الوضع في بلد شقيق يعاني مصاعب اقتصاديّة كبيرة، كما أنّ موقفنا القومي تجاه ​الشعب اللبناني​ الشقيق كان الحافز الأساسي لكي ندعم لبنان، الّذي يعاني من هذه المشكلات وبأقصى سرعة".

وأعلن، في حديث تلفزيوني، أنّ "لذلك، نحن لم نناقش قضايا تفصيليّة وعندما اجتمعنا مع أشقائنا اللبنانيّين. كان الهاجس الأساسي كيف يمكن أن نوصل الغاز المصري إلى لبنان ونسرع وصول الكهرباء الأردنية إليه عبر سوريا، وكيف يمكن أن نخفّف من معاناة الشعب اللبناني".

وأكّد المقداد، أنّ "سوريا مصمّمة على القضاء على ​الإرهاب​ في جميع أراضيها، ولن تتخلّى عن أيّ جزء من أراضيها، وعلى قوات الاحتلال الأميركيّة والتركيّة الانسحاب من الأراضي الّتي تحتلّها"، لافتًا إلى أنّ "الهدف الأساسي من العدوان على سوريا، هو تغيير الواقع السياسي، لكن بلادنا أفشلت المخطّطات الّتي أُعدّت لها".

وأوضح أنّ "بعد الإنجازات الّتي حقّقها ​الجيش السوري​ في حربه على الإرهاب خلال السنوات العشر الماضية، كان لا بدّ من متابعة العمل على محاور عدّة، أوّلها التأكيد أنّ الحرب على الإرهاب مستمرّة طالما توجد مجموعات إرهابيّة سواء في الشمال الغربي بمنطقة إدلب، والّتي يدعمها النظام التركي، أو في الشمال الشرقي لمجموعات مسلّحة تأخذ طابعًا انفصاليًّا في بعض الأحيان، وتدعمها ​الولايات المتحدة الأميركية​".

وفسّر أنّ "المحور الثاني هو المعاناة الّتي يمرّ بها ​الشعب السوري​، نتيجة الحصار الاقتصادي والإجراءات الّتي اتّخذتها الولايات المتّحدة وأوروبا الغربية لإفقاره، وهذه المعاناة نتيجة مباشرة للسياسة الإرهابيّة الاقتصاديّة الّتي مارستها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على سوريا، والّتي يتحمّل الشعب السوري نتائجها الكارثيّة".

كما لفت المقداد إلى أنّ "اللقاءات الّتي أجراها الوفد السوري على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها السادسة والسبعين، تركّزت على الحرب الّتي تخوضها بلادنا ضدّ الإرهاب نيابةً عن العالم أجمع، والإنجازات الّتي تحقّقت طيلة السنوات العشر الماضية، فتأكّد الآخرون أنّه لا مجال أمامهم إلّا التحاور والجلوس مع ممثّلي سوريا لإعادة المياه إلى مجاريها".

وركّز على أنّ "التحوّل الغربي تجاه سوريا جاء نتيجة التضحيات الّتي قدّمتها، من أجل الحفاظ على سيادتها وقوّتها ووحدة أرضها وشعبها، ولذلك لم نتفاجأ بما حدث، حيث أجرى الوفد السوري ثلاثين لقاء خلال أيّام قليلة"، لافتًا إلى أنّ "المخطّطات الّتي سعى البعض إلى تحقيقها وما زال ساعيًا خلف أوهام وسراب، ستسقط بفضل صمود الشعب السوري، كما سقطت خلال السنوات العشر الماضية".