أكد وزير الخارجية الايرانية ​حسين أمير عبداللهيان​، أن "ايران تكنّ احتراما كاملاً لسيادة ​لبنان​ وتعبّر عن رغبتها ببذل جهودها لدعمه من خلال التعاون بين الحكومتين في المجالات كافة"، لافتا الى ان "​إيران​ مستمرة بارسال المشتقات النفطية ونأمل أن يكمل ذلك بالتعاون مع الحكومة".

وفي مؤتمر صحافي من السفارة الايرانية، شدد على أن " ايران على اتم الاستعداد ان تضع الطاقات والإمكانات الفنية المتاحة ومن خلال استثمارات اما لبنانية اما ايرانية واما مشتركة بين البلدين، للعمل على انجاز معملين لانتاج ​الطاقة الكهربائية​".

وأوضح عبداللهيان أن "المقاومة في لبنان لها مكانة خاصة، والتجربة التاريخية أثبتت أن "​حزب الله​" وقف بجانب شعبه على الدوام في مختلف المحن التي عانى منها لبنان سابقا. ونحن في إيران ننظر للأركان الـ 4 الاساسية: الحكومة والشعب والمقاومة والجيش، ونعتبرها الأركان الأساسية التي يستند لها لبنان".

ولفت إلى أنه "في أي لحظة تبادر فيها ​الحكومة اللبنانية​ للطلب رسميا منا، في اطار العلاقات الأخوية والحقوق السياسية والدولية، نحن مستعدون تماماً لارسال المشتقات النفطية للبنان. وإذا بادر "حزب الله" والمقاومة اللبنانية في أي مرحلة بالطلب منا لتقديم الدعم في مجال المستقات النفطية وسواها، لن نتردد لحظة في التلبية".

كما أشار إلى أنه "صحيح ان فكرة المجيء بالمشتقات تم طرحها من قبل المقاومة و"حزب الله"، إلا أن الفريق الذي خاض غمار هذا الموضوع على الارض هو القطاع الخاص اللبناني، ومجموعة من التجار العاملين بهذا المحال". وتابع: "نحن قدمنا المقترحات للمسؤولين في لبنان، وطرحنا علهم كيف ان بلدين مثل افغانستان والعراق استطاعا التفلت من العقوبات في مجال التعاون الاقتصادي، ونحن نعتبر أن لبنان بامكانه ان يحصل على هذا الاستثناء من ​العقوبات الأميركية​ للعمل على تعزيز علاقاته التجارية في ايران".

وأفاد بأنه خاض "سلسلة من المحادثات البناءة والايجابية والمؤثرة مع المعنيين في هذا الشأن، ونحن بانتظار الجوجلة النهائية من قبل المسؤولين اللبنانيين"، معتبراً أن "التجار الايرانيين واللبنانيين يمكن ان يتعاونوا مع بعضهم البعض في كافة المجالات الاقتصادية والتجارية، وفي هذه المرحلة بعد أن تمكن العالم من السيطرة على البلاد وعلى تفشي ​فيروس كورونا​، بات المجال متاحا لتعزيز الحركة السياسية بين الشعبين".

إلى ذلك، شدد عبداللهيان على "إن زيارتي الحالية للبنان أتاحت لي فرصة كريمة لألتقي بالمسؤولين اللبنانيين، وتركز حزء من المحادثات على آخر التطورات الجارية في البلد وخاصة المصاعب الاقتصادية التي يعاني منها لبلنان حاليا. وأنا أكدت للمرجعيات السياسية اللبنانية التي التقيتها أن إيران إذ تكن احتراما كاملا وخالصا لسيادة لبنان ووحدته وحريته واستقلاله، إنها تعبر عن رغبتها الكاملة من خلال التعاون بين الحكومة الإيرانية واللبنانية، لمساعدى لبنان بالعبور بالمرحلة الشائكة التي يمر بها".

وأكد أن بلاده "مستعدة للتعاون مع لبنان في كافة المجالات الانشائية التي تختص بالبنى التحتية لتأمين الرفاهية المطلوبة للشعب، والتعاون معه لانشاء أنفاق المترو او السكك الحديدة او اي مشروع حيوي يصب في مصلحة الشعب، من اجل ان نمكن من الوقوف بجانب لبنان بالأزمة الاقتصادية الراهنة. ونحن على اتم الاستعداد للوقوف بجانبة باتفاقية تعاون في المواد الغذائية او الأدوية الطبية او اي سلع أخرى".

بموازاة ذلك، أعرب عبداللهيان عن ثقته "التامة بأن دول المنطقة وشعوبها لا يمكن ان تسمح لأميركا بأن تنجح في الحرب الاقتصادية والحصار الجائر الذي تمارسه عليها، ونحن مستعدون لمواجهة هذه العقوبات وكسرها من خلال الانفتاح والحوار والتعاون الاقليمي".

وعن الحوار الايراني السعودي، أكد أنه "يسير في الاتجاه الصحيح، ونحن بحاجة لمزيد من الحوار، وحتى هذه المرحلة تمكنا من التوصل لنتائج واتفاقيات معينة، ونحن في مجال وضع الأمور بنصابها الصحيح، والتمكن من تحقيق العمل الذي تم الاتفاق عليه نظريا، وسنبادر للاعلان عن ذلك في المكان والزمان الصحيحين"، مرحباً بهذا الاتفاق الثنائي "الذي يصب في مصلحة البلدين والمنطقة بشكل عام".

وأشار وزير الخارجية الإيرانية إلى أن بلاده "لم تكن السباقة بقطع العلاقات. هذا القرار اتخذته السلطات ​السعودية​ منذ عدة سنوات، ونحن نعتبر أن الحوار الجاري بين البلدين بنّاء ونأمل أن يؤدي في نهاية المطاف خدمة لمصلحة البلدين"، معتبراً أن "السعودية بلد مهم في هذه المنطقة كما الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ونحن نعتبر أن دور هذين البلدين الحالمين له تأثير بالغ الأهمية في ترسيخ الاستقرار والأمن".

وشدد على أن "ايران ستستمر في لعب الدور البناء الذي طالما قامت به في المنطقة، وهي تعتبر أن هناك معادلة جوهرية وأساسية هي معادلة الحوار والانفتاح والتلاقي، وهي يمكنها أن تؤمن مستقبلا زاهرا لكل المنطقة وشعوبها". وأردف: "سنعود لمفاوضات فيينا، ونقترب من جوجلة نهائية في الحكومة الإيرانية الجديدة، وهي حكومة عملية وتسمح بتحقيق نتائج مؤثرة وفاعلة، والهدف الأساسي الذي تعمل من اجله هو تحقيق المصلحة الوطنية لايران وشعبها".

ولفت إلى أن "المسألة الأساسية بالمفاوضات هي أن نتلقى الإشارات الصحيحة من قبل الفريق الآخر وخاصة اميركا، على انها مستعدة فعلا لا قولا للعودة لمندرجات ​الاتفاق النووي​ والالتزامات التي تعهدت بها في المرحلة السابقة"، موضحاً أن "السلوك الأميركي هو المعيار الاساسي في هذا الإطار، وهو ما نقيمه اذا كان يدل على أن اميركا والدول الأوروبية المعنية مستعدة تماماً للعودة، حينها يمكننا التعويل على هذا الأمر".

وعن التطرق للملف اللبناني في المباحثات التي تخوضها إيران مع الدول الخارجية، رأى عبداللهيان بأن "اي حوار نريد ان ينصب على الشأن اللبناني، المسؤولين اللبنانيين، وهم في حالة حوار وانفتاح مع كل الأفرقاء، هم الذين ينبغي ان يكونوا متواجدين فيه"، لافتاً إلى أن "ايران ومن خلال حضورها المؤكد في كافة المحافل الاقليمية والدولية، تؤكد بشكل قاطع انها تكن احتراما بالغا للبنان ووحدته وسيادته".

واعتبر أن "الاميركيين ليسوا في الموقع الذي يؤهلهم لأن يتكلموا ويتخذوا المواقف نيابة عن الجانب اللبناني"، مشيراً غلى أن "كل العلاقات الثنائية للبنان مع الدول الخارجية التي ينبغي ان تكون مؤثرة، يجب ان تكون في الاطار الذي يخدم مصلحته العليا وسيادته واستقلاله، ونحن لا نريد الا الخير للبنان، وكل اقتراح ومبادرة تقوم بها ايران تجاه لبنان انما تساهم في تحقيق وتعزيز المصلحة الوطنية العليا للبنان واللبنانيين".

وخلال المؤتمر الصحفي، أعرب عبداللهيان عن سعادته "لأننا رأينا مباشرة بعد ان تم اتخاذ القرار باستقدانم المشتقات النفطية الايرانية للبنان، لحظنا أن هذه المبادرة أدت مباشرة لحث العديد من الدول على المساعدة. واذا كانت المشتقات النفطية الايرانية تشكل حافزا يشجع بقية الدول على مساعدة لبنان وبناء معامل انتاج الطاقة الكهربائية في ربوعه، فنحن سنكون سعداء".

وتطرق أيضاً للوجود الإسرائيلي في أذربيجان، موضحاً أن "الكيان الصهيوني يمر في اوقات صعبة ويعيش في الأيام التي تبشر بزواله، واليوم هو يأخذ حتى ابناء الشعب اليهودي الذيين يعيشون في ربوع كيانه كرهينة بين يديه، وحقيقة الأمر انه تحول بنهاية المطاف لسجن كبير لأبناء شعبه". وتابع: "نحن لن نسمح بحال من الأحوال له وفي منطقة مجاورة لنا، ان يتحول لعنصر تهديد في هذه المنطقة، وفي المستقبل القريب ستشاهدون بأم العين نتيجة المبادرات التي نقوم بها من اجل احلال السلم والوئام والاستقرار في ربوع هذه المنطقة".

وأوضح أنه "الشعب الأذري والحكومة ستقوم بالدور العملي المتوقع منها في هذا المجال، ولن نألو جهدا في اطار مسعى جماعي مشترك لاحلال الأمن والاستقرار في المنطقة"، موضحأً أن "الصهاينة هم أقل وأدنى شكلا من أن يشكلوا تهديدا امنيا بوجه ايران، ولكن نحن نعتبر أن الوجود الصهيوني في أراضي أذربيجان يصب في مصلحة الحكومة الأذرية".