كشف رئيس حزب الكتائب ​سامي الجميل​، أننا "في جبهة سياسية رئيس حركة الاستقلال النائب المستقيل ​ميشال معوض​ جزء منها الى جانب مجموعات من الثورة، والتحالف قائم كجبهة سياسية، اضافة الى علاقات مع اصدقاء من خارج الجبهة والبحث مستمر على امل الوصول الى نتيجة".

ولفت في مقابلة تلفزيوني، الى أن "لا أحد في الحياة السياسية لا يملك اسم عائلة، نحن لا ننظر إلى الاسم بل إلى الموقف السياسي، واذا كانت مبادئ الشخص تتناسب مع مبادئنا وأخلاقنا، هذا معيارنا ولا نقوم بفحص دم وندخل في تسلسل العائلة فهذا المنطق مُدّمر"، مشيرا الى أنه "نحن على علاقة اكثر من ممتازة مع النائب المستقيل نعمة افرام".

وأضاف الجميل: "وضعنا معاييرنا ونعمل بموجبها، وهي أولا موقف سيادي متقدّم لأن لدينا مشكلة أساسية اسمها حزب الله، والموضوع السيادي أساسي، ثانيًا التغيير ومواجهة المنظومة والإصلاح السياسي ومواجهة الفساد، ثالثًا أن تكون مقاربتنا وطنية لا طائفية أو متقوقعة".

وأوضح رئيس حزب الكتائب أنه "عندما حصلت ثورة 17 تشرين حصلت بوجه منظومة سياسية متمثلة بالحكومة وقد سقطت، وأفرقاء ​التسوية الرئاسية​ تنازلوا وتخلّوا عن واجباتهم وأوصلوا البلد إلى ما وصل اليه، ومن منطق ديمقراطي ندعو إلى محاسبة من أوصلوا البلد الى هنا".

ولدى سؤاله عن رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب ​أسامة سعد​، أوضح الجميل أن "سعد يتحلى بالتواضع وفي الموقف السياسي لم نقم بحوار ثنائي معه، لكن مما نسمعه لا اعرف ان كنا على نفس الموجة في الموضوع السيادي اي الموقف من حزب الله"، معتبرا أنه "طالما الحزب الشيوعي يدعم خط المقاومة لا يمكن التحالف معه، والمشكلة مع الحزب الشيوعي تكمن في اننا لا نلتقي في الشق السيادي".

وأبدى رفضه "لأن يكون هناك سلاح خارج إطار الدولة يُؤتمر ويُموّل من الخارج ويُستعمل في الداخل لقلب موازين وفرض رئيس جمهورية وحكومة، ونحن نحترم كل الناس وكل فريق يأخذ خياراته ويتحمّل مسؤوليته"، وسأل: "لو لم يتواجد حزب الله هل كان بقي أحد جالساً على كرسيه؟".

وأعلن أن "حزب الكتائب سمّى مرشحات للانتخابات سابقا، ونحن في تطوّر دائم، وبالتأكيد سيكون لدينا نساء مرشّحات للانتخابات النيابية، ففي 2011 تقدّمنا باقتراح قانون للانتخابات البلدية ووضعنا كوتا نسائية بنسبة 30%، وعند طرح القانون الانتخابي الحالي عدنا وطرحنا موضوع الكوتا ورفضه المجلس، في الحزب لدينا كوتا في المكتب السياسي ولدينا 4 سيّدات في المكتب السياسي".

ولدى سؤاله عن حزب القوات اللبنانية، أوضح أنه "وفق المعايير الثلاثة التي وضعناها، نعتبر ان القوات اللبنانية تقترب من منطق المنظومة، وهي تشترط استقالتها باستقالة الكتل الاخرى، وموقف القوات أنّ اللعبة يجب ان تكمل من داخل المجلس ونحن لا نتلقي في هذا المكان، فالمعايير التي نضعها لا تنطبق على القوات او الاشتراكي، ونحن يهمنا ان تبقى جرعتا السيادة والتغيير عالية"، وتابع: "المعركة مزدوجة ويجب أن تكون وطنية ونحن نلتقي مع أصحاب مشروع السيادة والتغيير".

وعلق على اللقاء مع ​تيمور جنبلاط​، أكد أن "اللقاء جاء اثر تشنج درزي مسيحي في الجبل كاد يؤدي الى حرب اهلية، ونحن حريصون على التأكيد ان المشكل الطائفي ممنوع في لبنان وان المشكل الحاصل سياسي لا علاقة له بالطائفة، وهناك جرح كبير درزي مسيحي وهناك قرى ما زالت مهجّرة والمصالحة في الجبل نعتبرها امانة ونريد الحفاظ عليها، وموقفنا السياسي من المنظومة والتسوية كان نفسه وانتقاداتنا للاشتراكي كما المستقبل وغيرهم هي نفسها، ولكننا حريصون على ألّا يقع البلد في حرب أهلية".

ولفت الى أن "ثورة 17 تشرين قامت بخطوة جبّارة للخروج من المنطق الطائفي وعدم السماح للسياسيين بخلق تشنج طائفي لإظهار أنفسهم أنّهم حامون للطوائف وهم فعليًا يقهرون أهل هذه الطوائف ويستعملونهم للبقاء في مواقعهم".

ولدى سؤاله عن خيار رئاسة الجمهورية إن طرح رئيس التيار الوطني الحر ​جبران باسيل​ ورئيس تيار المردة ​سليمان فرنجية​، قال: "طُرح علينا السؤال في المرة السابقة ورفضنا الخيارين".

وعبر عن أن "حزب الله مسيطر على البلد وهو مفتاح الرئاسة ويعطي رضاه خصوصًا أنه نال الأكثرية النيابية بفعل القانون الانتخابي وأوصل مرشّحه للرئاسة، ونحن لن نخضع لهذا الأمر وسنواجهه، فبعد كل التضحيات التي قدّمت خلال 14 آذار، عطّل حزب الله الرئاسة لسنتين ونصف السنة وأقفل المجلس وفي النهاية قاموا بتسوية وأوهموا الناس بثنائيات ومصالحات وكذبوا ونحن لم نقع في الفخ ولم نصوّت لرئيس الجمهورية ميشال عون ولم ندخل في التسوية التي دمّرت لبنان".

وتابع: "الكل دخلوا في لعبة ودفعوا ثمنها، ولا أعتبر أنّ أحدًا ينتهي في السياسية وما نريده هو أن يتغيّر البلد وأن يسير الجميع بالمبادئ التي نتحدّث عنها والسير بمنطق السيادة".

وعن عودة العلاقات مع سوريا، لفت الجميل الى أن "العودة مشروطة بمعالجة موضوع اللاجئين، ​ترسيم الحدود​، إعادة المعتقلين في السجون السورية، إعادة النظر بكل الاتفاقيات المعقودة بشكل غير عادل، وتسليم المتهمين بتفجيرات طرابلس فهناك مذكرات صادرة بحق المملوك ومسؤولين سوريين اخرين".

وتابع: "أنا مع التعاطي مع سوريا كما يتم التعاطي مع إسرائيل وليكن هناك وسيط بين البلدين، فللأسف جزء من طبقتنا السياسية مستزلمة للنظام السوري وهي عميلة له ولا نثق بها، فسوريا خطّطت لتفجير اللبنانيين واحتلت بلدنا ولدينا معتقلون في سجونها، كما أنها اغتالت قياداتنا وقصفت لبنان ودمّرته، وأنا أعتبر أن هناك مشكلة كبيرة مع هذا النظام الذي يرفض ترسيم الحدود".

ولفت الى أنه "لا نريد عداء بل العيش بسلام، وأنا لا أقبل بأن يعيش أبنائي في بلد فيه حرب أبدية ويجب حماية لبنان من أي اعتداء ومن واجب أي مسؤول أن يؤمّن سلامًا عادلا لبلاده، وعلى الدولة اللبنانية أن تتحمّل مسؤوليتها وتتفاوض مع سوريا وإسرائيل لحماية الشعب وتأمين استقرار البلد"، وأردف: "بالنسبة لي لا ضوء أحمر وأخضر وعلى الشعب اللبناني أن يكون سيّد نفسه، لا يمكن لحزب الكتائب أن يكون في حكومة مستزلمة لحزب الله".

وتابع بأن "الكتائب شاركت في حكومات بعد 2005 وكان هناك انقسام عمودي بين 8 و14 آذار وتم اغتيال قياداتنا، وكنا في تلك الفترة بفترة مواجهة مع حزب الله لكن جزء من 14 آذار كان همّه المساومة والجزء الآخر رفض ذلك، والكتائب كانت ضد حكومة وحدة وطنية، ونحن حافظنا على وحدة صف 14 آذار حتى الرمق الأخير إلى أن قرّر أفرقاء 14 آذار القيام بالصفقة الرئاسية التي رفضناها، ومنذ تلك اللحظة تحرّرنا من كل التزاماتنا وبدأنا مواجهتنا لأننا اعتبرنا أنّ ما كان يربطنا وهو مواجهة حزب الله لم يعد موجودًا".

وأكد أن "الكتائب ضد كل المنظومة ومن ضمنها بري وكل الأفرقاء الذين يكوّنون هذه المنظومة"، وسأل: "هل يجب أن نستسلم إلى فكرة أنّ الشيعة لا يملكون قراراً آخر؟ لو لم يكن هناك سلاح يُشوّه نتائج الانتخابات لكان لدى الشيعة حرية الاختيار ولكان هناك تعدّدية سياسية".

وأوضح أن "أنطون سعادة يعتبر أنّ الحدود اللبنانية غير موجودة والأمين العام لحزب الله ​السيد حسن نصرالله​ ايضاً كما أن هدفه بناء دولة إسلامية ونحن ضد الدولة الدينية ومع فصل كامل للدين عن الدولة، وما يمنع حصول مصالحة بين القومي والكتائب أنهم يفتخرون بأنهم قتلوا بشير الجميّل، وأول باب للحوار بيننا أن يقدموا اعتذارا".

وعن المدير العام للأمن العام ​اللواء عباس ابراهيم​، أشار الجميل الى أن "ابراهيم لا يزال موظفًا في الدولة وسوف ننتظر موقفه في السياسة عند انتهاء توظيفه".

وعن ملف تفجير مرفأ بيروت، طالب رئيس حزب الكتائب بـ"استدعاء كل الأجهزة الأمنية المتواجدة في المرفأ ومَنْ هم على رأسها، ونحن نعرف أن جهاز حزب الله موجود في المرفأ ويُدخل ما يريد اليه"، وأردف: "هناك تهديد وصل من رئيس وحدة الإرتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا إلى المحقق العدلي في قضية انفجار المرفأ القاضي طارق بيطار وأي شخص يهدّد قاضيًا يجب أن ينتهي في السجن، فلماذا لم يتم استدعاؤه؟ أم أنّ حزب الله يمكنه فعل ما يريد ولا يمكن المساس به. نحن نرفض الخضوع لهذا المنطق".

وأكمل الجميل: "حزب الله يقوم بعملية قضم للدولة، في المرحلة الاولى اخذ الغطاء المسيحي من الرئيس عون، وفي مرحلة ثانية فرض الثلث المعطل ودستورا جديداً بالقوة، من ثم فرض رئيس الجمهورية ليصبح القرار بيده، وفرض قانونًا انتخابيًا أعطاه الاكثرية، ويعتبر أنّ آخر حاجز له للسيطرة على الدولة هو الجيش".