أكد وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب أن لبنان يمر بمرحلة قد تكون الأصعب في تاريخه الحديث، مشيرا الى ان الحكومة تعمل لوضع لبنان على طريق التعافي وهي التزمت إستكمال المفاوضات مع صندوق النقد الدولي للوصول الى إتفاق على خطة دعم منه.

وخلال تمثيله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الاجتماع الرفيع المستوى بمناسبة الذكرى الـ 60 على تأسيس حركة عدم الانحياز في العاصمة الصربية بلغراد، لفت بو حبيب الى ان اجتماعنا يتزامن مع جهود دولية لمواجهة تداعيات جائحة كورونا، والاستعداد لمرحلة التعافي، ووسط استمرار الصراعات، والحروب، وخطر الارهاب، والازمات الاقتصادية والبيئية والصحية، مما يحتم علينا ترسيخ تضامننا وتفعيل دور الحركة والالتزام بمبادئها المؤسسة. وتصادف الذكرى الستون لتأسيس الحركة مع المئوية الاولى لتأسيس لبنان. وقد ذخرت هذه المئوية بمحطات محورية، فكان فيها استحقاق الاستقلال، وتحقق. وكان استحقاق المساهمة في الجهود الدولية والاقليمية، وتحقق: فكان لبنان من الدول المؤسسة للأمم المتحدة ولجامعة الدول العربية، كما شارك مندوب لبنان الدائم لدى الامم المتحدة شارل مالك في صياغة الاعلان العالمي لحقوق الانسان عام 1948. وواكب لبنان حركة عدم الانحياز منذ تأسيسها والتزم ولا يزال بمبادئها. فتضامن مع الدول الساعية لنهاء الاستعمار والمحافظة على السيادة الوطنية ووقف الاعتداءات وتحقيق التنمية الاقتصادية وسيادة القانون. وقد وقفت الحركة خلال ظسنينها الستين الى جانب لبنان في مختلف الازمات التي عصفت به وانتصر عليها. فكانت خير داعم لقضية لبنان المحقة، والمطالبة بوقف الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على سيادته، والتهديدات المستمرة لثرواته الطبيعية. ودعمت لبنان، حكومةً وشعباً، لتجاوز سنوات الحرب الداخلية، ورافقت جهود إعادة الاعمار. فانتصر لبنان محققاً السلام والاستقرار والازدهار.

اضاف قائلا "أما اليوم، لا يخفى عليكم أن لبنان يمر بمرحلة قد تكون الأصعب في تاريخه الحديث، إذ عصفت فيه خلال العامين الماضيين مجموعة ازمات متلاحقة، إقترنت بالأزمات القديمة والمتجددة، وفاقمت الاوضاع الإقتصادية والمالية، وأثرت سلباً على الظروف المعيشية للشعب اللبناني. ومما زاد الصعاب، هول انفجار المرفأ الذي أصاب العاصمة بيروت في الصميم، وفي ظل هذا الواقع العابق بالتحديات، تشكلت حكومة "معاً للإنقاذ" منذ أكثر من شهر برئاسة نجيب ميقاتي، لوضع لبنان على طريق التعافي. وبالفعل، تضمن البيان الوزاري خطة عمل واضحة تلبي تطلعات الشعب اللبناني المنهك. والتزمت الحكومة إستكمال المفاوضات مع صندوق النقد الدولي للوصول الى إتفاق على خطة دعم منه، "تعتمد برنامجا ً إنقاذيا ً قصير ومتوسط وطويل الامد"، وإنجاز الاصلاحات البنيوية الملحة، وكل ذلك في سبيل حماية مستقبل الانسان في لبنان. ويحدونا الامل، أن نحظى بدعم الدول الشقيقة والصديقة خلال هذا المسار".

واعتبر بان لبنان الذي أبى خلال سنواته المئة الاولى إلا أن ينتصر على الصعاب، سيظل وفياً لإرثه الديمقراطي، وغنى تنوعه وتعدديته، ولن يتوانى عن العمل الدؤوب من أجل استعادة الحياة الآمنة والكريمة لمواطنيه، وبث الامل والرجاء لشبابه وشيبه.

وعلى هامش أعمال الاجتماع، بحث الوزير بو حبيب مع نظيره الصربي نيكولا سيلاكوفيتش في سُبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين و المساعدات الصربية للبنان الى جانب تفعيل حركة عدم الانحياز.