أشار ​السيد علي فضل الله​ خلال خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في ​حارة حريك​، إلى "النفوس البريئة التي سقطت بالأمس في الشوارع، والتي خرجت لتعبر عن رأيها وقناعتها بما تراه خيراً لوطنها ولمستقبله، بعد أن آمنوا بأن هناك في هذا البلد مساحة ل​حرية التعبير​، وأن السلاح لا ينبغي أن يكون وسيلة لفرض الرأي أو القناعات بل هو فقط للعدو الذي يريد أن يحتل الأرض ويمتهن الكرامات، وللدفاع عن النفس والوطن.. خرجوا عزلاً ولم يظنوا أن هناك في هذا البلد من يترصد الفتنة ويعيش عليها، ومن هو مستعد أن يدمر البلد ليحقق مكسباً خاصاً له أو للآخرين".

وحذّر فضل الله، من خطورة في ما حصل لكونه مس بالحياة وبأغلى ما لدى اللبنانيين، وهو ​السلم الأهلي​ وبحرية التعبير التي يتميز بها هذا الوطن، وأعاد إلى أذهانهم صوراً من الحرب الأهلية ما كانوا يريدون لها أن تتكرر بكل كوارثها ومآسيها وآلامها".

وأكد أنه "ينبغي على كل اللبنانيين، أن يوضع ما حصل في إطار استهداف طائفة أو جهة سياسية، بل هو استهداف لكل اللبنانيين وأمنهم واستقرارهم". ودعا الدولة بكل أجهزتها، إلى "التعامل مع ما جرى بالخطورة التي هي عليها لكشف حقيقة ما حصل، وأن تضرب بيد من حديد على من تسببوا فيما حصل ومن يريدون التلاعب بأمن هذا البلد واستقراره، ومن أي موقع كان أو لأي فريق أو طائفة انتمى".

وطالب فضل الله، "بالمعالجة السريعة للأسباب التي أدت إلى ما جرى والتي تعود إلى أداء ​المحقق العدلي​ في التعامل مع قضية بحجم قضية ​انفجار المرفأ​ وللريبة التي تثار حول التحقيق أو أدائه"، ودعا إلى "أن تكون المعالجة بحجم الهواجس التي تطرح من وجود أهداف سياسية داخلية أو أهداف خارجية، وأن تؤخذ كل هذه الهواجس في الاعتبار، وأن لا يدار الظهر لها كما أدير حتى يتم الوصول إلى العدالة التي نريدها وينشدها كل اللبنانيين".

وقدّر فضل الله، "الدور التي قامت القيادات السياسية والدينية والحزبية و​القوى الأمنية​ بالعمل الفاعل لمنع الفتنة التي أريد لها أن تحدث رغم الجرح الدامي ووأدها من خلال إفساح المجال للجيش اللبناني للقيام بدوره، في الوقت الذي نقدر الاستجابة التي حصلت من شعبنا وأهلنا الذين لطالما عضوا على الجرح من أجل وأد الفتنة واستقرار البلد وضمان الأمن فيه".

وعبّر عن خشيته، أن يؤدي ما حصل إلى تفجير ​الحكومة​ من الداخل أو عرقلة عملها، ودعا كل الأطراف إلى أن تكون على قدر المسؤولية الوطنية، بالعمل على كل ما يساهم في استقرار الحكومة وتعزيز الوحدة داخلها، فالبلد لا يتحمل أي فراغ على هذا الصعيد وغيره، وخصوصاً في ظل الواقع المعيشي الصعب والمأزوم الذي يعاني منه اللبنانيون على الصعيد المعيشي والحياتي والآن على الصعيد الأمني والذي بات يتجاوز كل الحدود".