رأى مصدر سياسي عبر "الشرق الأوسط" أن رئيس التيار الوطني الحر النائب ​جبران باسيل​ أراد عن سابق تصور وتصميم، أن يحجز لتياره السياسي، مكاناً في المواجهة المفتوحة، ظناً منه بأن مجرد حصرها بين

حزب الله وحليفه حركة "أمل" وبين رئيس حزب القوات ​سمير جعجع​ سيرفع من منسوب الحضور السياسي الفاعل للأخير في الشارع المسيحي على حساب "التيار الوطني" الذي لم يعد من خيار أمامه سوى المبادرة منذ الآن لخوض حرب وجودية ضد جعجع، تبدأ بنقل الصراع إلى الشارع المسيحي، لعله يستعيد دوره في التصدي لتمدّده فيه مع بدء الاستعدادات لخوض الانتخابات النيابية.

ولفت المصدر السياسي إلى أن باسيل لجأ إلى استخدام السلاح الثقيل في هجومه على جعجع وبادر إلى فتح الجروح التي خلفتها الحرب الأهلية، والأخرى الإلغائية التي دارت بين الرئيس ميشال عون و"القوات"، وتجنّب في المقابل الدخول في مواجهة مع "حزب الله" مكتفياً بتسجيل ملاحظات على أدائه ليست أساسية ولا تُلحق الضرر بورقة التفاهم معه، برغم أنها بدأت تتهاوى ولم يعد لها من مفاعيل سياسية يمكن أن تفتح الباب أمام إعادة تعويمها بتجديد تبادل الخدمات والمنافع السياسية، فيما يستعدّ "العهد القوي" للدخول في السنة الأخيرة من ولايته الرئاسية.

وأكد المصدر نفسه أن ورقة التفاهم تمر حالياً في آخر مراحل أفولها، ولم تنجح المحاولات في تنقيتها من الشوائب وصولاً إلى توفير الحماية السياسية لها، على الأقل من قبل "العونيين" من أصحاب الرؤوس الحامية الذين لم يكفوا عن توجيه الانتقادات لـ"حزب الله" واتهامه بتخليه عن المشاركة في مكافحة الفساد، وصولاً إلى مطالبتهم بتحقيق اللامركزية الإدارية الموسّعة التي هي الوجه الآخر لجرّ البلد، كما يقول خصوم باسيل، لاعتماد النظام الفيدرالي.

ورأى المصدر أن ورقة التفاهم، وإن كانت محمية من فوق بقرار من قيادتي "التيار الوطني" و"حزب الله"، فإنه لا وجود لهذه الحماية من تحت، أي على صعيد المحازبين والأنصار، الذين يستمرون بتبادل الحملات من العيار الثقيل عبر مواقع التواصل من دون مراعاتهم للحرمات والمحظورات. وقال إن الحزب يتّبع ​سياسة​ النفس الطويل وترفض قيادته الدخول في سجال علني مع الصقور في "التيار الوطني" وتفضّل البحث في نقاط الخلاف في الاجتماعات المغلقة.