أشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، إلى أنه "ثبت للبنانيين بشكل قاطع، عبر كل هذا التاريخ، حرص قوى المقاومة وقيادتها والقوى الداعمة لها، واخص بالذكر رئيس مجلس النواب الوطني بامتياز نبيه بري والأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله والمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، حرصها على الوحدة الوطنية والسلم الاهلي وعلى حساب مصالحهم الخاصة والعمل الحثيث على مواجهة المظالم التي ارتكبت بحقهم بكل الوسائل الراقية والصبر والحكمة والاناة، وبالخطاب المليئ بالمنطق والحكمة والعقل على مخاطبة الرأي العام والرأي الآخر بكل هدوء لبيان مخاطر هذا الاستهداف على الوحدة الوطنية والسلم الاهلي، واحقية موقف المقاومة وسلامة اهدافها في كل الاحداث التي افتعلت في مواجهتها والاساليب التي استخدمت للقضاء عليها، من اعلامية سخرت لها الاقلام المأجورة والالسنة الخبيثة والتحليلات المغرضة ومحاولات الدس الرخيص بقصد بث الخوف لدى ابناء بعض الطوائف وتجييشهم لمواجهتها".

وتابع: "لم تسلم حتى البيئة الحاضنة للمقاومة من محاولات تأليبها على المقاومة في حربٍ لم نشهد لها مثيلاً من قبل، باءت كلها بالفشل حتى كانت حادثة تفجير المرفأ المشؤومة وما ادت اليه، حاول هذا الفريق اضافتها الى انهيار البلد اقتصادياً ونقدياً وتحميلها الى هذا الطرف عبر قاضٍ أضاع البوصلة، ودخل في هذا المزاد الخطير ليستكمل هذا المشهد بالمجزرة المروعة التي ارتكبتها عصابة الغدر بجر البلد الى حرب اهلية لم تستطع كل المحاولات السابقة بلوغها".

ولفت الخطيب إلى أنه "لم تكن قوى المقاومة "أمل" و"حزب الله" وقيادتهما، وأهالي شهداء المجزرة في هذه الحادثه، اقل وعياً من سابقاتها في عدم تضييع الهدف وهو تفويت الفرصة على العدو الخارجي المتربص وعدو الغدر الداخلي وهو مرتكب الجريمة دون غيره، والذي شكل على الدوام لغم التفجير للحرب الاهلية لاوهام التأسيس لكانتون اسرائيلي آخر، فوتت قيادة "امل" و"حزب الله" عليهم جميعاً هذا الهدف بما يمتلكه من جلدٍ وحكمة وصبر وفي سبيل حفظ لبنان واللبنانيين جميعاً وان يبقى لبنان قوياً وعزيزاً". وأكد "إن غريمنا الوحيد وحزبه اصبح معروفاً لدى اللبنانيين، وقد وفر علينا ذكر اسمه بعد ان دل على نفسه بشكل لا لبس فيه، وننتظر من التحقيق ان يظهره بشكل واضح".

كما دعا اللبنانيين إلى "مراجعة هادئة للخطابات والمواقف التي صدرت عن هذا الفريق فريق امل وحزب الله والفريق الآخر المتآمر وعلى رأسه الجهة التي ارتكبت جريمتها الغادرة بحق مواطنين لبنانيين مارسوا حقهم القانوني في التعبير عن حقهم في الدفاع عن انفسهم وعن العدالة في كشف المجرمين والمسؤولين عن قتل 220 شهيداً ضحية جريمة المرفأ التي انحرف المحقق العدلي عنها، وهو دفاع عن لبنان كل لبنان وعن احقاق الحق ، والاستماع في المقابل الى خطاب هذا الفريق القاتل المليئ بالحقد والكراهية والتجييش الطائفي البعيد عن كل منطق وحق والخالي عن اي مصلحة وطنية وعن اي غايةٍ انسانية شريفة".

كذلك دعا "اللبنانيين جميعاً الى المقارنة بين هذين المنطقين وبين تاريخ كل منهما وليكن الضمير هو الحاكم، بدل ان نسمع للاسف مواعظ السلاطين التي تحمل كل شيء الا قول الحقيقة وتعمي الامور وتخلطها حتى تضيع الحقيقة. اننا رغم هذه الجريمة الغادرة وما خلفته من جروح عميقة وعلى خلاف ما يدعيه الجزار، احتكمنا الى مؤسسات الدولة التي جعل نفسه خلافا لادعائه بديلاً عنها، جاراً البلد الى اتون حرب اهلية، وهذا يرتب على المسؤولين القيام بمسؤولياتهم في تحقيق شفاف وتحميل المسؤولية للمرتكبين والاقتصاص منهم وفضح المحرضين والاعلان عنهم بشكل صريح".

وأضاف: "اننا بانتظار ان تثبت الدولة انها دولة بالفعل واننا خرجنا من منطق تضييع الحقائق ولفها والا فعلى العدالة السلام، ونقول اخيراً اننا لن نسكت عن دماء ابنائنا تذهب هدراً".