أعرب النائب نعمة طعمة عن قلقه ومخاوفه من الأوضاع السائدة في لبنان على المستويات كافة، شاجباً أي فتنة قد تطل برأسها على هذا البلد الذي أنهكته الحروب والنزاعات والانقسامات إذ الخاسر دائماً هو لبنان وأهله الطيبون.

وتمنى طعمة في حديث صحفي، أن يتعظ الجميع في لبنان من الحروب التي مرت عليه حيث دُمر البلد وهاجر شبابه، فكيف الحال اليوم في ظل الانهيار الاقتصادي والمالي والظروف الحياتية والمعيشية القاهرة التي يرزح تحت عبئها معظم اللبنانيين، إلى ما أصاب القطاعين التربوي والصحي تحديداً من خسائر بالغة ومن ثم الهجرة التي تنامت في الآونة الأخيرة من أطباء وأساتذة جامعيين ومعلمين وعائلات بأكملها، ناهيك عن العلاقات الفاترة بين لبنان ومعظم الدول الغربية والعربية وتحديداً الخليجية ولا سيما المملكة العربية السعودية التي لها باع طويل في دعم لبنان ومساندته في أحلك الظروف، معتبراً ما يجري اليوم لا يصب لصالح أي طرف سياسي أو انتخابي، فلا يجوز وبعد اتفاق الطائف والمصالحات التي حصلت أن ندخل في صراعات طائفية ومذهبية ونعود بالذاكرة إلى حقبة الحرب في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، فهذه صفحة طويناها والناس لا تتحمل أي خضة في وقت تفتش عن رغيف الخبز وكيفية تدبير قوتها اليومي أمام هذا الانحدار الاقتصادي المريب.

وتمنى طعمة أن تعود الأمور إلى نصابها وتسود لغة العقل والحكمة بعيداً عن زج لبنان في أتون الصراعات والخلافات وتصفية الحسابات وأن تستكمل الحكومة عملها، فهي جاءت في ظروف استثنائية ويجب أن تتحول إلى حكومة طوارئ اقتصادية وحياتية ومعيشية لتنكب على معالجة ومتابعة قضايا وشؤون وشجون الناس، وإلا ذهبنا إلى الانفجار الاجتماعي في أي توقيت حيث المعاناة تحيط بالغالبية من اللبنانيين وخصوصاً أمام استحقاق الشتاء وتأمين وسائل التدفئة التي أصبحت صعبة المنال وباهظة الثمن للكثير من العائلات فيما البعض يفتش على مكاسب سياسية وآنية وانتخابية على إيقاع وجع الناس. ودعا إلى طاولة حوار وطني وأن يكون الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية الشرعية وحدها من يحفظ أمن البلد واستقراره، فحذار من المس بالطائف الذي يبقى السلم الأهلي والدستور، مهما طُرح من مشاريع وسواها فلا ننسى أننا وبعد حروب دامية كان الطائف المدخل الأساسي لوقف الحرب في لبنان.

وحول تحذير السعودية رعاياها من التوجه إلى لبنان، أشار النائب طعمة إلى أن هذا تدبير وقائي لأن المواطن السعودي خط أحمر لدى قيادة المملكة ومن الأولويات للحفاظ على أمنه في أي دولة تشهد حروباً وفوضى، فعلى هذه الخلفية جاء هذا التدبير ولكن يمكنني القول إن المملكة لم ولن تتخلى عن لبنان ولقراءة بيان وزارة الخارجية السعودية بتمعن لما حمله من عناوين لافتة وواضحة، وعلينا في لبنان أن نوقف الحملات غير المقبولة تجاه المملكة وأهل الخليج والأشقاء والأصدقاء، فالسعودية لها تضحيات وأيادٍ بيضاء على كل اللبنانيين وسبق لي أن دعوت بعد هذه الإساءات التي طاولت السعودية إلى تشكيل وفد رسمي لبناني لزيارة المملكة وتبين بشكل واضح أنه دون الرياض لا دعم ولا مساندة للبنان وهذا ما تقر به عواصم القرار والدول المانحة وكل من هو على بينة من تاريخ العلاقات بين البلدين.