قبل بداية فصل الشتاء، يتوجّه الجنوبيون، في مثل هذه الأوقات، لتخزين وجمع الحطب للتدفئة، الا أنّ عدداً من المواطنين ارتكبوا، تحت هذا العنوان، مجزرة بحق البيئة والثروة الحرشيّة على نهر الليطاني، قبالة زوطر وطيرفلساي وشحور وقاعقعيّة الجسر، فتصدت لهم المصلحة الوطنية لنهر الليطاني. وبتوجيه من رئيس مجلس ادارتها ومديرها العام سامي علويّة، القي القبض على العديد منهم، كي لا يتكرر التطاول على الثروة الحرشية على نهر الليطاني، التي تشكل متنفساً للمواطنين وقيمة جماليّة وبيئيّة.

بدوره، تدخل وزير الزراعة عباس الحاج حسن، وطالب المدّعي العام في الجنوب القاضي رهيف رمضان والقضاء بوضع يده على الموضوع، في حين يتذرّع المعتدون بأنهم يقومون بالتحطيب للتدفئة في الشتاء في ظلّ ارتفاع أسعار المازوت.

في هذا السياق، تكشف مصادر أمنيّة، لـ"النشرة"، أنّ المصلحة ومنعاً للاعتداءات على الطبيعة قرب الليطاني، نشرت العشرات من العناصر من فرقها الفنّية في الحوضين الأعلى والأدنى للنهر من البقاع، نزولاً إلى الخردلي وقبالة الزوطرين ويحمر وقاعقعية الجسر وطيرفلساي، وامتداداً حتى مصبّ النهر في القاسميّة، وتلفت إلى أنّ دور هذه الفرق هو توثيق عمليّات الاعتداء لمنعها وايقافها وتوقيف المعتدين، تمهيداً لإحالتهم إلى القضاء، بالتنسيق مع وزارة الزراعة والبيئة.

بالمقابل، يتجّه الجنوبيون للتدفئة على الحطب في ظلّ ارتفاع أسعار المازوت، حيث يشير جميل علّيق، من بلدة يحمر، إلى أنهم يشترون 3 "نقلات بيك آب" من الحطب، تكفي لفصل الشتاء، بقيمة مليون ليرة لبنانية، فيما تحتاج العائلة إلى برميلي مازوت، بقيمة 4 ملايين ليرة لبنانية، فضلاً عن أن الحطب لا يجلب الأمراض، ويشير إلى أن شراءه يتم من بساتين الحمضيّات على الساحل، بينما السنديان أعلى سعراً لكنّه غير متوفر حالياً.

من جانبها، تلفت زينب مرتضى إلى أنهم يقومون بجمع الحطب من الأودية والتلال، بالإضافة إلى تقليم وتشحيل الزيتون وعرائش العنب، لأنهم لا يستطيعون شراء المازوت للتدفئة، في ظلّ الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الضاغطة.

بدوره، يشدد علي أبو محمد، من أرنون، على رفضه عمليّات قطع الأشجار على النهر كما حصل، لكنه يشير إلى أن المواطنين يلجأون إلى الحطب بسبب سعره البخس بالمقارنة مع المازوت.