اعتبر وزبر الصناعة ​جورج بوشكيان​، في كلمة له خلال تنظيم "يوم الصناعة الوطنية"، من قبل ​غرفة بيروت وجبل لبنان​ و​جمعية الصناعيين اللبنانيين​، أن "احياء يوم الصناعة الوطنية مبادرة وطنية بامتياز، تنم عن وعي وادراك لأهمية الصناعة ودورها".

واشار الى "أننا بدأنا منذ تسلمنا الوزارة بورشة عمل حقيقية، على أكثر من صعيد. وأصبح واقعا أنه لا بد من التمييز بين ما كان سائدا في الماضي وما هو سائد حاليا، كانت الدعوة في السابق إلى تشجيع شراء الصناعة الوطنية، مهما كان الأمر، هي الأساس في الحملات التوريجية والتسويقية والدعائية والاعلامية. وهذا الأمر صحيح ومطلوب وما زلنا نقوم به ونشجع عليه".

ورأى بوشكيان أن "انخفاض قيمة الليرة مقابل الدولار، وتدني القدرة الشرائية لدى المواطنين، والارتفاع الجنوني للأسعار خفض الاستهلاك بشكل تلقائي، ولم يعد بالامكان "المونة" على المواطن بشراء منتجات بلاده إذا كان سعرها أغلى من مثيلاتها المستوردة"، لافتًا الى ان "اللبناني أصبح يفتش على الرفوف في المحال التجارية والسوبرماركت على السعر وليس على الماركة، متجاهلا المصدر والنوعية والكمية والحجم والمكونات. كما انه ضاق ذرعا بسعر سلعة بعدد أصفار لا تنتهي، جل ما يريده هو تجنب الوصول إلى الصندوق خائفا، مرتعبا من دفع ثمن" تحويجة" ما تبقى في جيبه من معاش ذاب في نار الغلاء".

وشدد على أن "استنهاض الاقتصاد، يتم باسترجاع بناء مداميك الثقة بالدولة وأجهزتها، الثقة هي التي تطمئن الرأس المال، وتدفع صاحبه الى الاستثمار والتوظيف ووضع ماله من دون خوف وقلق على مستقبله".

وأوضح بوشكيان، أن "هناك ركود وانكماش لا مثيل لهما، ولم يشهدهما لبنان حتى في سنين الحرب، مردهما إلى القبض على أموال المودعين في المصارف، هبوط سعر الليرة، تدني قيمة الرواتب، السوق المدولر المفقود منه الدولار، غلاء المحروقات. كيف يتنقل الانسان والموظف بسيارته ويتم توزيع الانتاج بسعر تنكة بنزين يفوق الـ 300 ألف ليرة هو أقل بقليل عن نصف الحد الادنى للأجور؟"، معتبرًا ان "هذا الأم مرتبط إلى حد كبير ب​مصرف لبنان​ والمصارف الخاصة، المطلوب أن تستعيد دورها الريادي في تجديد برامجها التسليفية، ومنح التسهيلات والضمانات المصرفية مطلوبة، ليعود مجتمعنا استهلاكيا ومنتجا أيضا".

وأعلن ان "الوزارة شددت على اطلاق خارطة طريق، تقوم على الانتاج الجيد وتطبيق المواصفات والمعايير، واقفال المؤسسات غير المرخصة، وقوننة المستحقة منها، ومضاعفة الكشوفات والمراقبة، وتعزيز القدرات التنافسية والانتاجية والتصديرية"، مشيرًا إلى أن "شعار صناعة وطنية بجودة عالمية، ليس صعب المنال، الصناعيون ضنينون بمؤسساتهم وعائلاتهم وعائلات العاملين لديهم، لقد وظفوا مليارات الدولارات في قطاع هم حريصون عليه بمقدار حرص الدولة عليهم".

وأكد بوشكيان ان "اليوم الوطني للصناعة، هو أمل ومستقبل وليس ماضيا وذكرى، إنه ليس مناسبة ظرفية محدودة في المكان والزمان تنتهي بخروجنا من القاعة، وإنما هي فعل ايمان مستمر بلبنان، والتزام بشبابنا، بمستقبلنا، باقتصادنا. إنه نشاط يومي لا يتوقف على مدار الساعات والأيام، مشددا على انه سيسعى ويحاول كي يستعيد الانتاج الوطني مكانته الأولى على الرفوف والصفوف وفي القلوب".

وختم كلمته "لبنان مقبل بعد شهر على عيد الاستقلال، وكما تكبر فرحة اللبنانيين ويزيد فخرهم واعتزازهم بالاستقلال، سنعمل على رفع مكانة الصناعة واسمها وجودتها عاليا في لبنان ودول العالم".