نفذ أساتذة ​الجامعة اللبنانية​ إعتصاماً أمام ​وزارة التربية​، للمطالبة بإقرار تفرغهم، تحدث خلاله بشار إسماعيل بإسم المتعاقدين، فقال: "مؤلم جداً أن نكون اليوم هنا بدلاً من أن نكون في صفوفنا وبين طلابنا لنطلق عاماً جامعياً جديداً. ومؤلم أيضاً أن نضطر إلى الإعتصام لنذكر المسؤولين بإنقاذ جامعة الوطن التي باتت عاجزة عن الإستمرار في ظل لامبالاة المسؤولين والقيمين عليها".

وأشار إلى أنه "مرت ولاية كاملة على رئاسة الجامعة وأربع حكومات، ولم يبصر فيها التفرغ النور. فماذا تنتظرون؟ لقد شبعنا وعوداً عرقوبية وكلاماً زئبقياً، وشبعنا تسويفاً ومماطلة، ومللنا الأوراق والمستندات واللجان، وسئمنا تقاذف ملف تفرغنا ذهاباً وإياباً بين إدارة الجامعة ووزارة التربية مع الوعود الخادعة بحتمية التفرغ".

وشدد إسماعيل، على أن "اليوم، وبعد سنوات من الصبر والتضحيات، تداعى ​متعاقدو الجامعة اللبنانية​ إلى التصويت على مصيرهم ومستقبلهم، وشاركوا بكثافة من كافة فروع الجامعة وكلياتها وقد أجمعوا في تصويتهم على ما يأتي: "المتعاقدون لن يعودوا إلى التعليم إلا بعد إقرار تفرغهم بشكل ناجز ونهائي". ونعد أبناءنا ​الطلاب​ بتعويضهم ما قد يضيع نتيجة تأخر السلطة في إقرار تفرغنا، ونحمل كل معني بالجامعة وملفاتها مسؤولية تأخير العام الجامعي الذي لن يبدأ إلا بعد إقرار التفرغ وتحقيق مطالب الأساتذة وتعزيز موازنة الجامعة وبحث سبل دعم موظفيها وطلابها".

ولفت إلى أنه "وعليه، نتوجه إلى الرؤساء الثلاثة للعمل على حماية جامعة الوطن والتحضير لمؤتمر إنقاذي يشكل إقرار التفرغ العصب الرئيس له". وتوجه إلى ​وزير التربية​ بالقول: "أنتم تعلمون أن إنقاذ هذا البلد يبدأ من بوابة جامعته وأهلها وطلابها، فهم جيش الوطن الثاني ورواد تنميته وركيزة نهوضه. نتوجه إليكم، وأنتم أهل العدالة، ونثني على جهودكم لإنصافنا بإقرار التفرغ سريعاً لتحدوا من نزف الكفاءات وتوقفوا مسلسل تدمير الجامعة".

ثم ألقى رئيس الهيئة التنفيدية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية عامر حلاوني كلمة بالمناسبة، إعتبر فيها أنه "ليس من الطبيعي لمجتمع سوي يفكر في مستقبله أن يهمل الأستاذ الجامعي ويضعه في الدرك الأسفل من مدارج المجتمع"، متسائلا: "أيعقل أن نجعل الأستاذ الجامعي الذي هو الواجهة الحضارية للبلد في أدنى سلم أولوياتنا. أليس من المعيب أن نجعل أساتذة الجامعة يقفون في الطريق يستجدون أبسط الحقوق، حق العيش بكرامة. تحسين الوضع الإقتصادي والإجتماعي لأستاذ الجامعة اللبنانية أمر لا مفر منه لحماية وتحصين هذه الجامعة وحماية دورها. أيعقل أن نتعاقد مع حملة الدكتوراه من أرقى جامعات العالم ثم ندفع لهم فتاتا بدل أتعابهم لا تفيهم حقهم ولا تغنيهم من جوع".

وأشار إلى أنه "لقد آن الأوان لتفرغ الأساتذة المتعاقدين، فالجامعة بحاجة ملحة اليهم وقد أدى الإنهيار المالي الذي حصل في البلد ويأسهم من قرب الفرج الى هجرة العديد منهم. الجامعة بحاجة اليهم اليوم وقد خسرت أشخاصا منهم لا يعوضون. لم يعد لدينا ترف الوقت فنحن نسابق الزمن في هذا المجال. آن الأوان لأن يدخل الأساتذة المتفرغون الى الملاك ليشعروا بانتمائهم الكامل لجامعتهم وليشعروا بالأمان الوظيفي وإن لم يعد وللأسف أي أمان في هذا البلد".

وتوجه الى وزير التربية و​التعليم العالي​ ​عباس الحلبي​، طالباً منه بأن "يجعل الجامعة اللبنانية نصب عينيه وأن يخصص لها الوقت الذي تستحق، فمشاكل الجامعة كثيرة وباتت مزمنة ولكن بالإرادة والحكمة اللتين يتصف بهما ليس من الصعب تجاوزها وايجاد الحل لها. تستحق هذه المؤسسة الوطنية الكبيرة منك ومن ​الحكومة​ كل العناية والرعاية".