ترأس وزير الاعلام ​جورج قرداحي​ اجتماعا للمجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع في مقره في الوزارة، حيث تمت مناقشة الواقع الاعلامي وضرورة بلورة رؤية اعلامية مرتكزة على الحرية الاعلامية التي تعتمد المعلومة الصحيحة والدقيقة والمستندة الى مصدر موثوق في سياق إعطاء صدقية مهنية، بعيدا عن تسييس الخبر واحتراما لحق المواطن في الاطلاع والاستطلاع ولدور الاعلام في توجيه الرأي العام نحو التهدئة والحوار وايجاد المخارج للأزمات المتشابكة.

وعلق قرداحي على "الضجة التي اثيرت بالامس حول التصريحات التي وردت في مقابلة كانت اجرتها قناة الجزيرة "اون لاين" في برنامج برلمان الشباب الذي تم تسجيله في الخامس من آب الماضي أي قبل أسابيع من تعيينه وزيرا للاعلام"، وقال:" نحن نجتمع اليوم في المجلس الوطني وامامنا نموذج صارخ عن كيفية تعاطي بعض الاعلام اللبناني وبعض المواقع الالكترونية مع الحريات العامة وحرية الرأي والرأي الاخر والمستغرب ان الذين يدافعون دائما عن حرية الاعلام والرأي والقول هم الذين بدأوا بالهجوم علي أمس و هم الذين ضخموا الامور".

أضاف قرداحي:" اتهموني عند عودتي من دبي الى لبنان بانني ات لقمع الاعلام واذا بهم اليوم هم يحاولون قمعي وقمع آرائي وإدانتي على رأي قلته قبل أن أعين وزيرا، والمقابلة حصلت في الخامس من آب مع شباب يديرون الحلقة، وهم يطرحون الاسئلة. تعاطيت معهم بروح الشباب وبالشفافية والموضوعية المطلوبة، لان هذا ما كانوا يتوقعونه مني اذ كانوا يعتبرون أن الضيف حر و صريح بآرائه حتى يعطوه الثقة او يحجبونها عنه"، وقال:" لم أمنح الثقة، لأن آرائي تختلف عن آرائهم، ومواقفي لا تلزم الحكومة بشيئ، لانني لم أكن وقتها وزيرا فهذه آرائي الشخصية. أما بعدما أصبحت وزيرا فانا ملتزم بالبيان الوزاري للحكومة وملتزم ب​سياسة​ هذه الحكومة برئاسة ​نجيب ميقاتي​".

وعما قاله عن "حرب ​اليمن​"، أوضح الوزير قرداحي انه "لم يكن طرفا فيه، بل قلته كصديق كرجل ضنين على عودة السلم بين بلدين عربيين وانا ضد الحروب العربية - العربية. وهذا الموقف كررته مرارا وبالنسبة لحرب اليمن. انا قلت ان هذه الحرب عبثية فبعد سبع سنوات حان الوقت لهذه الحرب ان تتوقف".

وعن تصوير موقفه من ​السعودية​ كأنه "موقف معاد"، قال: هذا الاتهام مرفوض وأنا لم أهاجم السعودية ابدا وان اختلفنا في السابق في الرأي حول موضوع ​سوريا​. وكلفني هذا الأمر عملي في mbc ولكنني لم أشتم يوما السعودية، وأنا لست ناكرا للجميل وكررت مرارا، بان الفضل في ما وصلت اليه هو لل mbc".

ولفت قرداحي الى "أن ​الامارات​ بلده الثاني، حتى في المقابلة عندما سئلت عن التطبيع تحدث بالكثير من الايجابية عن سمو الشيخ محمد بن زايد وعن حكمته في ادارة الشؤون وقلت ان (اهل مكة ادرى بشعابها)". وقال:"آرائي التي وردت في المقابلة أثارت ردود فعل مختلفة بعضها معارض واكثرها ايجابي ومؤيد، لان اللبنانيين منقسمون حول الكثير من المواضيع وربما يكون كلامي قد شكل احراجا لرئيسي الجمهورية والحكومة او لبعض اصدقائي، لذلك عندما يطالبني أحدهم بالاستقالة فأقول لهم انا الان جزء من حكومة متكاملة متراصة ولا يمكنني ان اتخذ قرارا لوحدي بل مع الحكومة مجتمعة رغم انني لست لاهثا وراء منصب وزاري، الا انني أضع مصلحة لبنان فوق كل مصلحة ولا يجوز ان نظل في لبنان عرضة للابتزاز من أي احد، لا من دول ولا من سفارات ولا من أفراد، وهم يملون علينا من يجب ان يكون في الحكومة او لا يبقى، ألسنا دولة ذات سيادة لماذا لا يحصل هذا الامر الا في لبنان".

وتابع "أنا لم اخطئ في حق أحد. فلماذا اعتذر وأنا كنت واضحا في كلامي ولم اتهجم على احد. وعندما سألوني عن مواقفي خلال المقابلة، قلت أنا ضد الحرب العبثية وضد أي حرب بين الاخوة العرب والحرب في اليمن أصبحت عبثية والكثير من الاخوان في ​الخليج​ يعتبرونها كذلك وانا قلت موقفي بكل محبة و كإنسان يشعر بالمعاناة والهموم العربية. فهذه الحرب مكلفة ماديا واقتصاديا وبشريا ولم أقل انني مع ​الحوثيين​ أو مع السعوديين او ضدهم. فكلامي قلته بمحبة وليس بتحد او عدوانية".