اعتبرت رئيسة ​الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية​ ​كلودين عون​، في لقاء مشترك للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدول بعنوان "خطوة واحدة إلى الأمام، خطوتان إلى الوراء: أزمات متعددة تؤخر تقدم المرأة في لبنان"، أن "الصورة التي نكونها عن وضع المرأة في لبنان تتسم بالتناقض. فمن جهة تظهر نساء لبنان بأنهن متمكنات قادرات، يشغلن مراتباً عالية في القضاء وفي المهن الحرّة، ومن جهة أخرى، نرى أن مساهمتهنّ في القوى العاملة تكاد لا تصل إلى نسبة الربع".

وأشارت إلى أن "في الأمر تحدٍّ لكل من يعمل جاهداً منذ سنوات للنهوض بأوضاع النساء. نشعر بالأسف عندما نرى زيادة في حالات العنف الذي يرتكب بحق النساء خلال الحجر الصحي بسبب انتشار الجائحة. ونشعر بالأسف أيضاً عندما نرى أرقام البطالة لدى النساء تزيد عن معدلاتها لدى الرجال منذ بداية الأزمة متسببة بخفض مستويات مشاركة النساء في القوى العاملة".

وشددت على أنه "لا شك في أن الأزمات تؤثر دائماً بشكل أقسى على الفئات الأضعف في المجتمعات ولا شك أن النساء هن من الحلقات الضعيفة في المجتمع اللبناني. لكننا نعلم أن النتائج في مجالات التنمية البشرية لا تقاس فقط كمياً ولا تكفي الاستعانة بالأرقام لرسم صورة الواقع".

واوضحت أنه "خلال العامين الماضيين، وعلى الرغم من مضاعفات الأزمات الاقتصادية والمالية والصحية والسياسية، تم تسجيل خطوات ايجابية هامة في الساحة اللبنانية بالنسبة إلى أوضاع المرأة. فقد اعتمدت الحكومة في أيلول 2019 خطة وطنية لتطبيق القرار 1325 حول المرأة والسلام والأمن وقامت الهيئة بتنسيق تنفيذ التدخلات التي نصّت عليها للعامين 2020-2021 على الرغم من التحديات والأزمات التي تمرّ بها البلاد وهي بطور التحضير لتنفيذ تدخلات العام 2022".

ولفتت إلى أن "النساء اللبنانيات شاركن بأعداد كبيرة في التحركات الشعبية الاحتجاجية في 17 تشرين الأول 2019 وبعده، وقمن بأدوار فعالة ومتنوعة في المبادرات التضامنية لنجدة ومساعدة المتضررين من جراء انفجار المرفأ".

وأكدت إلى أنه "لم يتوقف نشاط الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية على صعيد حملات التوعية على قضايا النوع الاجتماعي بشكل عام، وعلى صعيد كسب تأييد صانعي القرار في الحكومة والمجلس النيابي للإصلاحات التشريعية والإدارية لتحسين أوضاع النساء. نذكر مثلا الاقتراحات لتعديل قانون العمل ولتضمين قانون الانتخابات النيابية كوتا نسائية، وغير ذلك من الاقتراحات".

وختمت أن "ما نستطيع تأكيده اليوم هو أن هناك دلائل تشير إلى أنه خلال العقد المنصرم حصل تطور إيجابي في النظرة المجتمعية إلى المرأة خاصة لدى فئة الشباب والشابات بالنسبة إلى العديد من القضايا. فالمواقف من ممارسة العنف على النساء باتت في غالبيتها شاجبة له ولم يعد عمل المرأة خارج المنزل مرفوضا، كذلك نلاحظ بعض التحول في الإعلام والإعلان، للصورة النمطية للمرأة حيث تظهر النساء اكثر قدرة وحكمة وجرأة. نستطيع أيضاً أن نؤكد أن النساء الناشطات في لبنان اليوم عازمات على المضي في مسيرة التقدم على الرغم من الظروف المعيقة. فقد علمنا التاريخ أن مسار التقدم لا يتبع خطاً مستقيماً إنما حركته تبدو، وكأنها حركة لولبية تخالها في تراجع في حين تكون منطلقة من جديد إلى الأمام. ونحن نرى اليوم أن عوامل عديدة تدفع إلى حصول تغيرات على أصعدة مختلفة في المجتمع اللبناني وآمالنا كبيرة على أن تأتي هذه التغيرات معززة لموقع النساء فيه".