تتفنن النسوة في منطقة النبطية باعداد الخبز البلدي المرقوق على الصاج، حيث عدن إليه لتوفير الخبز لعائلاتهن وبيعه بعد ارتفاع أسعار الخبز اللبناني، فسعر ربطة خبز الصاج (تحتوي 6 أرغفة) يبلغ 10000 ليرة، بعدما كانت تباع بـ2000 ليرة قبل الأزمة الإقتصادية وارتفاع الأسعار.
في هذا السياق، تشير سلام عجمي (من أرنون) إلى أنها تستفيق عند الفجر وتعجن الخبز حتى يختمر، ومن ثم تبدأ باعداد الخبز المرقوق على الصاج، وتلفت إلى أن زيادة الطلب عليه، "لأنه صحي وخالٍ من السكر، مع قليل من الملح". وتوضح أن سكان بلدتها يقبلون على التموّن اليومي بهذا النوع من الخبز، الذي لا يزال أرخص من ربطة الخبز اللبناني، وتضيف: "كنت أخبز مرّتين في الاسبوع، بينما اليوم أصبحت أخبز يومياً، كما أتلقى طلبات لإعداد المناقيش بكافة أنواعها، وأحياناً في فترتي الصباح والمساء".
من جانبها، تلفت سمية العدشيتي (من عدشيت) إلى أنها تخبز المرقوق لبيتها وأفراد العائلة، كي تساعد زوجها (سائق التاكسي) "الذي يساعدنا بتوزيع ربطات الخبز على الدكاكين والسوبرماركات لبيعها"، وتضيف: "لجأت إلى الخبز المرقوق وبيعه، بعد الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار، لتوفيره للبيت وجني المال القليل، كمصروف للعائلة".
وتوضح أن عملها اليومي يكاد يصل إلى 50000 ليرة، و"هو مبلغ زهيد أمام التعب والبقاء أمام نار الصاج وعلى الحطب أكثر من 7 ساعات"، وتشير إلى أننا "لم نعد نستطيع الخبز على غاز الصاج بعد أن بات ثمن قارورة الغاز 289000، فنستعمل الحطب، الذي نحصل عليه من كروم الزيتون التي قلّمها أصحابها، لنوفر على أنفسنا".
بدورها، توضح أم علي بيطار أنها تركز على خبز المناقيش بأنواعها، لا سيما مناقيش الصعتر، وتبيعها لاحدى المدارس، بالإضافة إلى بيعها الخبز لاهالي بلدتها، وتضيف: "كل ذلك لأعيل أفراد العائلة بعدما توفي زوجي منذ شهر، وهناك من يطلب الخبز المرقوق لأنه صحي ويعتمد على السلامة الغذائية، وهو أرخص من الخبز العربي".