عكست المواقف الاخيرة لرئيس الحكومة ​نجيب ميقاتي​ عدم وصول كل اتصالاته الدولية، ولا سيما الاميركية والفرنسية الى حلول مع ​السعودية​، وسط تأكيدات ان الوساطة القطرية قد ولدت ميتة، حيث لا تشير المعطيات الى جولة ​لبنان​ية لوزير خارجية قطر نهاية الاسبوع الجاري او مطلع الاسبوع المقبل. بينما لا يعول كثيراً على زيارة موفد ​الجامعة العربية​ والذي سيصل غداً الى ​بيروت​ ومن دون معرفة ما يحمل في جعبته، وهل هناك من سلة شروط سعودية جديدة؟

وتؤكد اوساط واسعة الإطلاع في تحالف حزب الله وحركة امل و8 آذار، ان مواقف ميقاتي التصعيدية الاخيرة، أتت بعد تلقيه جرعة دعم اميركية- فرنسية للحكومة و"حليب السباع" الذي شربه حاول ان يصرفه لتقديم اعتمادات للسعودية ومحاولة إسترضائها للوصول الى حلول معها او القول اقله التهدئة والحوار معها.

وتشير الى ان ميقاتي يحاول ان يغطي الفراغ السني السياسي الحاصل، وان يكون هو "معتمد" السعودية السني بالاضافة الى المعتمد الآخر وهو ​سمير جعجع​ ولكن لا يبدو ان الرياض ستسمع او ترى غير جعجع في لبنان!

وتكشف الاوساط ان اطلاق ميقاتي مواقف عالية النبرة تجاه "الثنائي الشيعي"، و"غمزه ولمزه" في قضية مقاطعة الحكومة وعدم القبول بحضور اي جلسة من دون بت مصير المحقق العدلي في إنفجار مرفأ بيروت ​القاضي طارق البيطار​، يؤكد انه يحاول استعادة دوره كناظم لمجلس الوزراء وانه "الحَكم الحكومي" بين القوى السياسية وبالتشاور مع رئيس الجمهورية ​ميشال عون​.

وتؤكد ان موقف حزب الله و8 آذار من تقييم شخصية الرئيس ميقاتي وموقعه وادائه لم يتغير منذ الحكومة الثانية التي رأسها في العام 2011. وهذا الفريق يعرف علاقات ميقاتي الخارجية مع اميركا وفرنسا والدعم الاخير للحكومة في قمة غلاسكو واضح، وارتباطاته السياسية وحتى علاقاته الداخلية وتسميته انطلقت في الحكومة الحالية من الرئيس ​سعد الحريري​ ونادي رؤساء الحكومات السابقين ورغم كل ذلك تعاطى هذا الفريق بواقعية سياسية وكان همه تشكيل الحكومة وإدارة الازمة ومنع الانهيار وبالتالي سمى حزب الله ميقاتي لرئاسة الحكومة واعطاه الثقة وهو امر لم يفعله مع غيره من رؤساء الحكومة للتأكيد على مدى جديته في إنقاذ البلد ومنع الانهيار وللحفاظ على الاستقرار.

وتضيف الاوساط: لذلك ما يقوله او يفعله ميقاتي ليس مفاجئاً ومتوقعاً وليس المطلوب منه اكثر من الاداء الحكومي المتوازن والمنطقي وما يخدم الاستقرار السياسي ويحفظ الكرامة الوطنية.

وتشير الى ان بالتالي ما قاله ميقاتي مزعج لفريقنا في امرين: الاول تحميل حزب الله وحركة امل تعطيل الحكومة ونزع "المشروعية" عن مطالبهما بتصحيح مسار القاضي البيطار ورمي الكرة في ملعب وزير العدل ومجلس القضاء الاعلى.

والثاني: الاصرار على إستقالة وزير الاعلام ​جورج قرداحي​ او إقالته في جلسة المجلس الوزراء، وهذا الامر سبق لقرادحي ان اعلن وابلغ من يعنيه الامر انه لن يعتذر لانه لم يخطىء ولن يستقيل، كما ابلغ حزب الله ميقاتي ان اي جلسة للحكومة لإقالة قرداحي لن يحضرها بالاضافة الى احزاب 8 آذار الاخرى.

وتؤكد الاوساط ان الامور على حالها مع السعودية، وكل ما طرحته وتطرحه منافي لقواعد العمل الدبلوماسي والسياسي، وفيه الكثير من الوقاحة والتدخل في الشأن اللبناني ومحاولة فرض إملاءات على الحكومة ورئيسها وفرض على الوزراء والسياسيين والاعلاميين وحتى الناس العاديين ما يقولونه او ما يفعلونه.

وتشير كل المعطيات تؤشر الى ان لا تجاوب لبنانياً لأي اجراء او تدبير من شأنه المس بكرامة الحكومة والوزراء وخصوصاً قرداحي وبالتالي النيل من سمعة وكرلاامة ومصداقية لبنان.

وتؤكد الاوساط ان السعودية ومهما بلغ تصعيدها واعتداءاتها السافرة على البلد، لن تنال مرادها، وان اي حوار او حلحلة في اليمن ومع الحوثيين يتم معهم وليس مع حزب الله.

وتلفت الى ان مهما بلغ التصعيد السعودي وهو متوقع في الايام المقبلة، "ستنزل الرياض عن الشجرة" لاحقاً لانها لن تحصل على اي تنازل من لبنان.