قد لا يكون ممكناً في الوقت الراهن التوقع بشأن حصول الإنتخابات النيابية في موعدها أم تأجيلها، رغم كل التأكيدات التي تصرّ على اجرائها دون أي تأجيل، ولكن في لبنان فالأمور مفتوحة على كل الاحتمالات، خاصة أن الظروف القائمة حالياً لا توحي بأن الإنتخابات ستجري في موعدها، بل بأن البحث جار عن مخرج يسمح بتأجيلها دون تحمل فريق معين المسؤولية.

من حيث المبدأ، دخلنا بداية الأسبوع الحالي مرحلة العدّ العكسي لتسجيل المغتربين للمشاركة بالإنتخابات المقبلة، ولعلّ هذا التسجيل هو النقطة الرسمية الوحيدة التي تؤشر لدخولنا زمن الانتخابات، فكيف أصبحت الأرقام اليوم وإلى ماذا تؤشر؟.

مع بداية مهلة التسجيل كان الإقبال بطيئاً وقليلاً، لا سيّما أن الحديث عن المشاكل في القانون الانتخابي وتعديلاته والطعن به أرخى بظلاله على الرغبة بالمشاركة، إلى جانب ما تكشفه مصادر سياسية متابعة عن عدم مبالاة بعض البعثات الدبلوماسيّة في حثّ المغتربين على التسجيل، مشيرة إلى أنّ الحملات التي تشكّك بحصول الانتخابات ساهمت بشكل كبير في فقدان الحماسة لدى المغترب، فكانت الأرقام في البداية ضعيفة للغاية.

اليوم تبدّل المشهد الى حدّ ما، ففي حين تسجل عام 2018، في الانتخابات الماضية، 82965 مغترباً، شارك منهم 46799 في الاقتراع، تخطّت الأرقام اليوم حاجز المئة ألف مسجّل، إذ أن أرقام المغتربين، الذين تسجلوا للمشاركة بالإنتخابات النيابية المقبلة، كانت حتى تاريخ 10 تشرين الثاني، أي قبل 10 أيام على انتهاء مهلة التسجيل، 101088 مغترباً، 34370 منهم في أوروبا، 24581 في آسيا، 21322 في أميركا الشمالية، 9327 في أوكيانيا، 2325 في أميركا اللاتينية، و9163 في أفريقيا.

إن هذه الأرقام، بحسب المصادر، لا تزال أقل من المتوقع بعد الأحداث والتغيرات التي يمر بها لبنان، خصوصا أن "الحراك الشعبي" ومجموعات المجتمع المدني والمنظمات الدولية العاملة على خط الانتخابات في لبنان يشتغلون بجدّ ونشاط على حثّ المغتربين للتسجيل والتصويت.

بالنسبة إلى المسجلين، تكشف المصادر أنّ عدد المسيحيين يساوي تقريباً أعداد المسلمين، ويمكن القول إن ثلثي المسجلين من المسلمين هم من الشيعة الذين بلغت نسبتهم حتى اليوم، من إجمالي المسجلين حوالي 27 بالمئة، أكثريتهم من أفريقيا وأوروبا، تحديداً ألمانيا، مع أنه من الطبيعي جدا نسبة لظروف المغتربين في الخارج وأماكن تواجدهم، أن يكون عدد المسيحيين يساوي او يزيد عن أعداد المسلمين.

تتوقع المصادر أن يرتفع العدد، خلال الأيام المتبقية، إلى حوالي 130 ألفاً وربما أكثر، وهذا العدد سيكون مؤثراً إذا زادت نسبة الاقتراع عن 60 بالمئة، في الدوائر المسيحية تحديداً حيث سيكون هناك حوالي 35 إلى 40 ألف صوت مسيحي قادم من بلاد الاغتراب، ولكن هذا لا يعني أن الثنائي الشيعي، على سبيل المثال، لا يحاول حثّ المغتربين على مزيد من التسجيل لمنع أي أمل بتحقيق الخرق في دوائره، ويمكن القول أن "حركة أمل" تمكنت، حتى اليوم، من تحقيق إنجاز بارز في إحدى الدول الأفريقية، حيث بلغت نسبة المسجلين، مقارنة بالعدد الإجمالي للجالية اللبنانية في تلك الدولة، حوالي 25 بالمئة، والعدد الذي تسجّل تخطّى الـ4000.