كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن التهديدات بالعنف أصبحت أمراً مألوفاً في جزء كبير من الحزب الجمهوري، وأن المؤرخين وأولئك الذين يدرسون الديمقراطية يحذرون من تحول مظلم في السياسة الأميركية.

وأشارت "نيويورك تايمز" إلى تجمع للمحافظين في ولاية أيداهو الشهر الماضي، عندما تقدم شاب إلى الميكروفون ليسأل متى يمكنه البدء في قتل الديمقراطيين.

وقال الشاب وسط تصفيق من الجمهور: "متى سيتسنى لنا استخدام الأسلحة؟ كم عدد الانتخابات التي سيسرقونها قبل أن نقتل هؤلاء الناس؟"، وهي الأسئلة التي وصفها نائب جمهوري في وقت لاحق بأنها "وجيهة".

وفي ولاية أوهايو، نشر جوش ماندل المرشح الأول للحزب الجمهوري في الانتخابات التمهيدية لمجلس الشيوخ، فيديو يحث فيه الجمهوريين على مقاومة "استبداد" الحكومة الفيدرالية التي دفعتهم إلى ارتداء الأقنعة، وتناول اللقاحات المرخصة من إدارة الغذاء والدواء.

وقال ماندل، حفيد أحد الناجين من الهولوكوست، في الفيديو المنشور خلال أيلول الماضي: "عندما يظهر الجيستابو (الشرطة السرية الألمانية) أمام باب منزلك، أنت تعرف ما يجب فعله".

وفي الكونغرس، تتجه التهديدات العنيفة ضد المُشرعين إلى الزيادة بمقدار الضعف هذا العام، وأصبح الجمهوريون الذين يتحدون الرئيس السابق دونالد ترامب، يتوقعون تلقي الإهانات والسباب والتهديدات بالقتل، حسبما ذكرت الصحيفة.

واعتبرت "نيويورك تايمز"، أن التهديدات بالعنف "أصبحت شائعة بين شريحة كبيرة في الحزب الجمهوري في اللقاءات المجتمعية"، موضحة أنه بعد 10 أشهر من هجوم مُثيري الشغب على مبنى الكابيتول في 6 كانون الأول الماضي.

وأوضحت الصحيفة، أن العنف السياسي كان جزءاً من القصة الأميركية منذ تأسيس البلاد، وأنه كان غالباً يتشابك مع السياسات العنصرية في الفترات التي تشهد تغييراً كبيراً، مُضيفة أن أكثر من 70 مشاجرة وحادثة عنف تورط فيها أعضاء في الكونغرس وقعت في الفترة بين عامي 1830 و1860 فقط.

ويرى المؤرخون ودارسو الديمقراطية، أن ما تغير هو تبني الخطاب العنيف من قبل جزء كبير من حزب واحد، بما في ذلك الأعضاء المؤثرين في الحكومة وخارجها. كما حذروا من أن الحزب الجمهوري يُعمم استخدام التهديد كأداة سياسية.

ورأى عمر واسو أستاذ العلوم السياسية في كلية بومونا، للصحيفة: "الشيء المختلف في جميع هذه الأحداث الأخرى تقريباً هو الانقسام الحزبي الحالي حول شرعية نظامنا السياسي. تأييد النخبة للعنف السياسي من قبل فصائل الحزب الجمهوري يختلف بالنسبة لي عما رأينا في ستينيات القرن الماضي".