دعا العلامة السيد علي فضل الله لاستنفار أقصى الجهود لإخراج لبنان من دائرة الحرائق التي يحترق بنيرانها، سواء تلك التي تحرق شجر لبنان ونباته أو تلك التي تحرق إنسانه.

وفي تصريح له توقف فضل الله عند امتداد الحرائق التي تضرب لبنان من الجنوب إلى البقاع إلى الجبل وصولاً إلى عكار، ورأى فيها دليلاً إضافياً على اضمحلال الدولة وعجزها وتقصيرها عن القيام بأدنى المسؤوليات للحفاظ على ما تبقى من البيئة اللبنانية الطبيعية بعدما باتت البيئة السياسية أسيرة الفساد والتقاعس واللامبالاة حيال ما يصيب الناس في حياتهم المعيشية وأوضاعهم الاقتصادية الكارثية.

وأشار فضل الله إلى أن الحرائق الجديدة أظهرت المزيد من سوء الإدارة في جسم الدولة والفراغ القاتل الذي يحول دون تنسيق الوزارات فيما بينها ليصل الأمر إلى حد الكارثة الحقيقية التي كانت لتتمدد وتتسع أكثر لولا تحرك الهيئات المدنية والاندفاع الذاتي للمواطنين.

ودعا فضل الله المسؤولين للنزول من أبراجهم العاجية وتحسس وجع الناس وآلامهم، والعمل لإخراجهم من أتون الحرائق التي يتحملون الجزء الأكبر من كل ما سببته من خلال تقاعسهم أو انكفائهم أو من خلال خلافاتهم مبدياً الخشية من أن يكون الإهمال لطبيعة لبنان هو امتداد للاهمال العام الذي قد يتسبب بضياع البلد كله وسط هذه الحالة من الجمود والصمت وعدم الاكتراث لكل المآسي والآلام والانهيارات التي تصيب هذا الشعب.