أشارت صحيفة "عكاظ" السعودية إلى أن طابع الدولة اللبنانية قائم على أساس توازن دقيق سياسي وطائفي. وفي كل مرة اختل فيها هذا التوازن انجرت بلاد الأرز نحو الاضطراب والتوتر والاقتتال.

ولفتت إلى أنه "منذ غزوة بيروت التي قادتها ميليشيات حزب الله الإرهابية ولبنان يعاني من اختلال هائل في التوازن، فقد تحول هذا البلد إلى مرتع للجماعات الإرهابية وجماعات الجريمة المنظمة ومنتجي ومروجي المخدرات".

وأوضحت أن "الميليشيات الإرهابية قامت بحسم الصراع في لبنان لصالحها من خلال القوة العسكرية، ومنذ ذلك الحين وكلما أرادت تلك الميليشيات أمرا راحت تهدد باقي اللبنانيين الذين تحولوا إلى رهائن"، لافتة إلى أنه "عندما أراد الحزب الإرهابي تغيير القاضي طارق بيطار لم يتظاهر في الضاحية الجنوبية وإنما أرسل عناصره إلى منطقة عين الرمانة في تهديد واضح بالحرب الأهلية، وترافق ذلك مع شعارات طائفية مستفزة، فكانت أحداث الطيونة، بل أن حسن نصر الله زعيم التنظيم الإرهابي خرج يهدد اللبنانيين بأن لديه 100 ألف إرهابي يستطيع أن يفلتهم على اللبنانيين".

وأشارت إلى أن "البعض قد يعتقد أن السمة الغالبة على علاقة لبنان مع دول الخليج خلال الثلاثة عقود الماضية وتحديدا منذ توقيع اتفاق الطائف، هي علاقة اقتصادية واجتماعية، ولكن في حقيقة الأمر كانت دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية صمام أمان منع اندلاع حرب طائفية لطالما سعت إليها ميليشيات حزب الله".

واعتبرت أن "لبنان الأعرج منذ عام 2008 كان يتكئ على دعم مادي وسياسي وإعلامي واجتماعي من قبل دول الخليج، بل إن المملكة تغاضت عن سيل من الإساءات اللفظية والإعلامية لم تنقطع، ولكن في السنوات الأخيرة تحول لبنان تحت حكم الميليشيات إلى قوة معادية تحارب المملكة وشقيقاتها الخليجية في كل الميادين، سياسيا وإعلاميا وعسكريا".

وأوضحت أن "لبنان الأعرج عليه منذ اليوم أن يعتمد على نفسه وأن يجد صيغة توازنه، ومع ذلك فإن الحزب الإرهابي يدفعه دفعا نحو الرقص على حافة الهاوية".