أكد رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ​جبران باسيل​ على مطلب "تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية، الا في ما يطولنا مباشرة، مثل الصراع في سوريا".

وفي حديث لصحيفة "القبس" الكويتية، لفت باسيل إلى أننا "نتطلع إلى جعل لبنان خارج كل المحاور، لكي يبقى جسر تلاق بما يحفظ توازناته الداخلية والخارجية. ومطلبنا هو تحييد لبنان عن الصراعات، لا في اعتماد ​سياسة​ النأي بالنفس، لأننا سننأى عن أزمات تطولنا، مثل النزوح السوري، ولا في اعتماد الحياد الذي يخلق التباسا مع العدو الإسرائيلي. التحييد وعدم التدخل في شؤون أي دولة هو ما يحفظ دور لبنان التاريخي".

واضاف: "لا يمكن أن ننأى بأنفسنا عن الصراع في سوريا إذا كان سيفتح الباب أمام دخول إرهابيين أو يلقي علينا عبء النزوح، ولكن يمكن ان نحيّد أنفسنا عن الصراع في اليمن".

وفي رده على سؤال عن دعوته الى حوار بين السعودية ولبنان، قال باسيل: "قلت إننا نريد أفضل العلاقات مع الدول العربية، ومع السعودية تحديدا، وأذكر هنا أن رئيس الجمهورية ميشال عون، وبخلاف المألوف، توجه الى السعودية في أول زيارة له بعد توليه سدة الرئاسة". وقال :"تحميلنا كلبنانيين موقف حزب لبناني يفاقم المشكلة، وحين توليت وزارة الخارجية عبّرت مراراً عن معارضتي لمواقف "​حزب الله​".

وشدد باسيل على أن "الفصل بين موقف لبنان الرسمي وموقف "حزب الله" ضروري، وعدم التمييز بين "حزب الله" والتيار الوطني الحر مشكلة أخرى. في الأمر استهداف لنا وتجنٍ، نعم يربطنا تفاهم مع الحزب، ولكننا لا نتفق على مجمل الأمور، الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أعلن مراراً أنه ذهب إلى سوريا وغير سوريا من دون أخذ موافقة أحد، وهذا موضع خلاف معه".

وأضاف: "نتفق مع الحزب في حربه ضد العدو الإسرائيلي والإرهاب، ونختلف معه في مواضيع أخرى لا تتوافق مع مصلحة لبنان. وأقول بصراحة، أنا فعلاً لا أعرف حجم تدخل الحزب في اليمن، وأعتقد أنه باستطاعة إيران التحرك في اليمن بمعزل عن حاجتها لـ"حزب الله".

من جهة أخرى، رأى أن "تصريحات وزير الإعلام ​جورج قرداحي​ كانت ذريعة، وسبق أن نطق بها مسؤولون لبنانيون في أعلى سدة المسؤولية من دون أن تصدر مواقف من المملكة تجاههم. وزير خارجية السعودية قال بشكل واضح إن المشكلة أبعد من تصريح قرداحي وتتعلّق بالحالة اللبنانية ككل."

واضاف: "في رأيي، استقالة قرداحي تسحب هذه الذريعة. في مثال سابق مع الوزير شربل وهبي نصحناه بالاستقالة والاعتذار لنزع فتيل الأزمة، ويمكن لقرداحي أن يتمثل به، ولا نعتبر في ذلك رضوخاً لإملاءات إذا كان يُسهم بتحسين العلاقة ويوظَّف لمصلحة لبنان. وأضيف أن الاستقالة "تكَبِّر الوزير ولا تصَغِّره"، خصوصاً أن قرداحي بحسب معرفتي به مستعد للتضحية من أجل المصلحة الوطنية."

وشدد باسيل على "أننا نريد أفضل العلاقات مع ​دول الخليج​، والحوار ضروري لبدء هذا المسار. أما رفض الحوار، فيدفع لبنان باتجاهات لا أحد يريدها. بقوة الدفع قد نجد أنفسنا في محور آخر، بينما نحن نريد أن يبقى التعاون قائماً لما فيه مصلحة لبنان والخليج من دون أن يعني ذلك قطع علاقاتنا مع إيران".

وقال: "أعول على دور يمكن أن تلعبه دولة الكويت التي لم تتدخل يوماً في شؤون لبنان الداخلية، هذا ما لمسته منذ دخولي المعترك السياسي، ولا أصدق أن يصدر عن الكويت أي أذى للبنان مهما كانت الظروف، لذا نطلب منها المبادرة، ونعلن استعدادنا للتعاون، لنتجنب الذهاب إلى مكان آخر لا نريده."

وتطرق باسيل الى موضوع الانتخابات النيابية والطعن الذي قدمه "لبنان القوي" ، وفي رده على سؤال، قال: "من يريد تطيير الانتخابات هو من يلعب بالقانون. نحن طعنا بتعديلات القانون، وهذا الطعن لن يؤثر في الانتخابات، لأن المجلس الدستوري يبت به قبل انتهاء المهل كلها. قرروا اجراء الانتخابات في عز العواصف وفي زمن صوم لدى المسيحيين وحرموا فئة من اللبنانيين، هم المنتشرون، من حق دستوري باختيار نواب يمثلونهم".

وأكد باسيل ان الانتخابات "ستحصل ووزير الداخلية أكد ذلك بالأمس. الطعن يبت قبل 17 الشهر المقبل والانتخابات ستحصل في أيار".