دعا نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، الى "اعتماد الحكمة والموعظة الحسنة في الكلمة والدعوة والابتعاد عن كل ما يستفز الآخر وينفره عن سماع دعوة الحق واعتماد الحوار وسيلة للوصول الى الحلول التي تؤمن الاستقرار وتنتج الحلول عند الازمات، وهو ما نحتاجه اليوم كلبنانيين للخروج من المشكلات الخظيرة التي تجتاحنا وتهدد مصيرنا بأفدح العواقب وتحتاج منا التعاون والتشاور لايجاد تفاهمات جديدة تخرج البلد من ازماته".

وأكد الخطيب في خطبة الجمعة على وجوب ان "نعمل بجد للحؤول دون الوقوع في المخاطر التي تتهد حياة ابنائنا واهلنا الغارقين في ازماتهم المعيشية والحياتية التي تتفاقم يوماً بعد آخر، مما يستدعي وضع خارطة طريق للخروج من الازمات بدل الانشغال باستخدامها في السجالات السياسية والنكايات و الخصومات الشخصية وخصوصاً ممن هم في سدة المسؤولية مما يوحي بالعجز عن انتاج الحلول والهروب من ذلك بالدخول بالمهاترات التي لا تليق وافتعال ازمات بعناوين طائفية".

وأضاف :"اننا ندعو الجميع الى التعاطي الجدي مع هذا الواقع الخطير بما يتناسب معه من جدية وترك الشعبوية من اجل الحصول على مقعد نيابي زائد من هنا او من هناك والقيام بخطوات انقاذية وعدم ترك الناس لمصيرها كما هو حاصل حيث لا يستطيعون الحصول على رغيف الخبز فضلاً عن حبة الدواء التي اصبحت املاً بعيد المنال".

ولفت الى "اننا في اجواء الاحتفال بعيد الاستقلال فإننا نستحضر ذكرى رجال الاستقلال الذين بذلوا الدماء لنيل بلدنا حريته وسيادته، ونخص بالتحية صناع الاستقلال الثاني من شهداء المقاومة والجيش والشعب الذين روت دماؤهم أرض لبنان لتزهر حرية وكرامة في معارك تحريره من الارهابين الصهيوني والتكفيري، ان هؤلاء الشهداء الابرار هم صناع مجد لبنان الذين دحضوا مقولة قوة لبنان في ضعفه لتصبح قوة لبنان ومجده في تلاحم جيشه ومقاومته وشعبه، ان المقاومة وفرت الاستقرار والأمن والأمان لكل اللبنانيين دون تفرقة بين منطقة واخرى حتى بات لبنان يدين بالفضل لها، فهي أعادت للامة عزتها وكرامتها و جعلت لبنان محط إعجاب وتقدير كل الشرفاء في العالم".

واكد اننا نشجب بشدة كل تنكر وتأمر على المقاومة التي حفظت لبنان و حررت ارضه وحمت شعبه، ونعتبر ان التحريض عليها وتشويه صورتها تنكر لكل التضحيات التي بذلت واساءة للوطن وشعبه واضرار بمصالحه، تقدم خدمة مجانية للعدو الاسرائيلي المتربص الذي يتحين الفرص للانقضاض عليه، معتبرا ان "المصلحة الوطنية تستدعي من الجميع الخروج من هذه الدائرة والعمل كفريق واحد لتجاوز هذا المأزق الوطني والدفع باتجاه انتاج الحلول السياسية و الاجتماعية والمعيشية الصعبة وعدم انتظار الحلول من الخارج، فلدى اللبنانين من الكفاءة والتجربة ما يمكنهم من الاعتماد على انفسهم لانتاج تفاهمات داخلية من صناعة لبنانية، وهذا هو الاستقلال الحقيقي".

ورأى الخطيب أن "ان تحصين الاستقلال ضرورة وطنية لحفظ لبنان وشعبه وأولى الخطوات المطلوبة ان يتمسك اللبنانيون بوحدتهم الوطنية وخيارهم المقاوم الرافض لكل أشكال التطبيع خدمة لامن واستقرار الكيان الصهيوني ، وندعو الحكومة الى استعادة تضامنها الوزاري ودورها الوطني بإزالة الاسباب التي حالت دون القيام بواجباتها الانقاذية بدءا بتصويب المسار القضائي في قضيتي المرفأ والطيونة بما يحقق العدالة ويكشف الحقيقة ويحق الحق في معاقبة المسؤولين والمتسببين والمتورطين بدماء الشهداء والجرحى".