لفت وزير الخارجية والمغتربين ​عبدالله بوحبيب​، إلى أن "لبنان منفتح، والكلمة فيه لا جمرك عليها، دائماً الناس تتكلم كل شيء، المهم أن نقنع إخواننا العرب كلهم والقوى الإقليمية، أن هذا لبنان ولن نتخلى عنه وعن الحرية التي فيه، ونحن يجب أن نعرف كيف نقوم ب​سياسة​ حيادية ومتوازنة، بحيث لا يُهان رسمياً أي أخ عربي أو أي قوى إقليمية المهتمة بلبنان، فعلينا حقيقةً أن نزين كل الكلمات التي نقولها خاصةً حين نكون على شاشات مثل شاشتكم اليوم، أن ننظر إليهم بقبّان الذهب، مهم جداً أن نعرف ماذا نتكلم لأن هناك حساسية قوية في المنطقة وعلينا أن ننتبه على كل كلمة نقولها"، منوهًا "أنني أريد معايدة كل اللبنانيين من موسكو بعيد الاستقلال وأتمنى لهم أن السنة القادمة تكون سنة خير وسلام واستقرار وازدهار".

وأشار، في حديث تلفزيوني، إلى أن "تعرف الدول الخليجية معظمها لا تزال بيننا علاقات، مثل عمان وقطر، سفيرنا لا يزال في الإمارات، والقنصل العام لا يزال في دبي، وهناك علاقات بالأعمال في الكويت، وأيضاً قائم بالأعمال في البحرين، وفي السعودية أيضاً عندنا قائم بالأعمال، العلاقة ليست مقطوعة تماماً، إنّما هناك سوء تفاهم نجرّب حلّه، يحتاج لدبلوماسية، يحتاج لحوار، تسألني إن كنّا سنقوم بحوار، لا حوار بعد اليوم، لا أريد أن أقول لا لأن لبنان حساس جداً أيضاً، لأن لبنان حساس مثل المنطقة الحساسة، لبنان حساس صعب الإملاء عليه ووضع شروط عليه".

وأكد بوحبيب، ردًا على سؤال حول مساعدة روسيا للبنان، أنه "لا يوجد بلد واحد يستطيع أن يساعد ليخرج لبنان من كل مشاكله، لكن البلدان مجتمعة تقدر مساعدة لبنان، وروسيا عندها نفوذ، عندها أصدقاء، عندها حلفاء في المنطقة، وكثير من زعماء المنطقة يتحاورون دائماً مع القيادات الروسية، لذلك طلبنا منهم ووعدنا أن يساعد في هذه المهمة أن تخفف كل الدول ضغطها على لبنان، لأن لبنان لا يستطيع أن يعيش في هذا الضغط القوي، نحن اليوم لو حالتنا الاقتصادية أفضل كانت حالتنا السياسية أفضل، لكن الاثنان اليوم لا الاقتصادية جيدة ولا السياسية جيدة ولا الاجتماعي جيدة أيضاً، لذلك نحن بحاجة لتوقيف الضغط علينا حتى نعرف كيف نشتغل ونخرج من هذه الأزمة الموجودين فيها"، مؤكدًا أن الاقمار الاصطناعية ل​انفجار مرفأ بيروت​، "قد تساعد، لا أعرف كما ذكرت، ولم يُطلعوني على محتواها، القضاء سيقرر، طبعاً عندنا في لبنان ناس يستطيعون قراءة هذه الأمور، عندنا في ​الجيش اللبناني​ كثيرون يتقنون هذه اللغة الخاصة وأنا متأكد أن القضاء سيستعين بهم وسيرى إن كانوا يستطيعون المساعدة في معركة سبب الانفجار الذي جرى في 4 آب 2020".

ولفت إلى أن "روسيا لا تتدخل في قضية ترسيم الحدود البحرية، الأميركيون استلموها ولا نتيجة الى حد الآن، لم يعطونا ولا اقتراح، جاء المسؤول عندهم وسألنا أسئلة كثيرة، اجتمع بالرؤساء الثلاثة، رئيس الجمهورية ميشال عون، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ولكن لم يعودوا بأي اقتراح أو أي فكرة جديدة"، موضحًا "اننا لدينا بلوكات نفط كثيرة، التي أيضاً تشتغل بها شركات روسية وستشتغل فيها، والتنافس مفتوح لن نكلّف سياسياً أي من الشركات الدولية، سيكون هناك شفافية تامة بإعطاء أو تلزيم البلوكات لشركات بترول دولية".

وأعلن بوحبيب "أننا لسنا بحاجة لوساطة لنتكلم مع السوريين، اليوم نحن نشتغل مع السوريين والأردن ومصر بشأن الغاز المصري، والكهربا الأردنية ستمر في سوريا، وهذا أمر اقتصادي جيد لسوريا وطبعاً للبنان، فحين يلزم أي أمر نتعاون مع السوريين، ​مجلس الوزراء​ لا مشكلة عنده أن يطلب من أي من الوزراء أو المسؤولين اللبنانيين أن يتحدث مع الجانب السوري إذا كان ذلك في مصلحة لبنان وسوريا".

وذكر، بشأن اقتراع المغتربين في الانتخابات اليابية، أن "هناك حماس لبناني قوي في الخارج، ثانياً هناك هجرة لبنانية، قسم كبير من الذين سجّلوا، خاصة في أوروبا والعالم العربي، تركوا لبنان في العامين الماضيين، لم يمض زمن على خروجهم من لبنان، وكما ذكرتَ من أربع سنوات كان حوالى 92 سجّلوا، لكن اليوم يوجد ربع مليون وهذا العدد الكبير مهم، إذا وزّعتهم على 15 دائرة انتخابية إذا انتخبوا في لبنان، لكن في المجلس الدستوري سيقرر، سيأخذ حكم لأن هناك طعن بقرارات مجلس النواب، أن ينتخبوا ستة نواب لهم في الخارج، وعندنا لجنة من وزارة الداخلية ووزارة الخارجية وهي اشتغلت للتسجيل وتستمر وتشتغل من أجل كيفية نجاح المرشّح في الخارج حسب طريقة القانون الحالي لمجلس النواب اليوم في لبنان. فلا زلنا لا نعرف في أي اتّجاه يسير لكن الانتخابات ستتم في الربيع إن شاء الله، إما في 27 آذار إما في أيار، ستحصل انتخابات وهي حتمية تقريباً، لكن لا نعرف بعد هل المغتربين سيصوّتون في لبنان أو في الخارج".

وأشار بوحبيب، إلى أنه "من دون شك الوضع كلنا نعرفه مؤلم، مجلس الوزراء بات له شهر لم يجتمع، هناك حلول؟ نعم، تأخذ وقتها الحلول في لبنان لأن هناك خلاف في وجهات نظر كثيرة، وهناك مواقف يأخذها الناس صعب التراجع عنها، فلذلك ستأخذ بعض الوقت لكنني أعتقد بالأسبوعين القادمين ستنتهي العملية، سيعود مجلس الوزراء للاجتماع دون أي مشكلة، أو بانتظار مشكلة أخرى، لا تعرف، لبنان بلد الأزمات، ننتقل من أزمة الى أزمة، هذا قدرنا".

وكشف أن "روسيا هي معنية بما يحدث في لبنان، ولهذا السبب نحن، معنية وعندها إمكانيات لمساعدتنا، بكل الأماكن التي عندنا مشاكل بها تستطيع مساعدتنا، إذا خففت من التوتر بين دول المنطقة يخف التوتر عندنا في لبنان، لأن مشاكل المنطقة تنعكس في لبنان، لذلك روسيا مهمة لنا، مهمة اقتصادياً ومهمة أمنياً وسياسياً. اليوم أيضاً أعطونا صور الأقمار الاصطناعية، طلبناها من دول أخرى لم تعطنا إياها، هناك نوع من الصداقة التي تقوى يوماً بعد يوم بين لبنان وروسيا".