لم يعد امام اللبنانيين الا الهجرة للنجاة من الجحيم في لبنان ...المبكي هنا، ان هذا الكلام يردده من يطربوننا ليل نهار بضرورة التمسك بالوطن واننا على طريق الانفراج الاقتصادي والسياسي ، في حين ان الطامة الكبرى قول قيادي كبير في 8 آذار تعليقا على مهزلة اعتراض رئيس الجمهورية والتيار الحر على تقديم موعد الانتخابات «اذا استمروا بهذا الاداء السياسي، فليطمئنوا، لا انتخابات نيابية في اذار ولا في ايار»، بالمختصر ، يبشرنا القيادي بأن البلد مقبل على فراغ سياسي وربما امني، وانهيار اقتصادي شامل.

وللاسف، فان ما يقوله القيادي حول احتمالية عدم اجراء الانتخابات في موعدها، يتوافق مع ما تسربه دوائر دبلوماسية في بيروت حول طرح غربي واميركي تحديدا بعدم ممانعة تاجيل الانتخابات والتجديد للمجلس النيابي الحالي شرط ان ينتخب هذا المجلس قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيسا للجمهورية خلفا للرئيس ميشال عون التي تنتهي ولايته في تشرين الاول 2022، والمفارقة ان الفرنسيين والفاتيكان لا يمانعوا ايصال عون الى الرئاسة ، وثمة توافق «اقليمي-دولي -عربي» على قائد الجيش كرئيس للجمهورية الثالثة في لبنان.

وكشفت المصادر الدبلوماسية ان قوى 8 اذار تبدي ممانعة شديدة للاتفاق على جوزيف عون كرئيس للجمهورية ، في حين انها لم تتبن حتى اللحظة ترشيح او تسويق رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة الاولى رغم اشادة هذه القوى باداء فرنجية السياسي المشرف وتوصيفه بالحليف الصادق، وقد ابلغت هذه القوى جهات داخلية ودولية انه من المبكر الحديث عن الانتخابات الرئاسية او التزامها باي مرشح.

ولعل الثابت الوحيد في هذه المعمعة، هو تاكيد عون انه لن يسلم بعبدا الى الفراغ، وفي معلومات المصادر فان رئيس الجمهورية قد يعيد تكرار سيناريو 1990 حين اخرج بالقوة من القصر الرئاسي الى منفاه في فرنسا، وقد لمحت المصادر الى ان عون ابلغ من يعنيهم الامر اصراره على انتخاب رئيس للجمهورية يمثل الفريق المسيحي الاقوى في لبنان في اشارة واضحة الى تمسكه بطرح صهره جبران باسيل كخلف حتمي له ، ورفضه السير بترشيح اية شخصية مسيحية اخرى قبل حصوله على ضمانات كافية باستمرار باسيل كمقرر اساسي في الانتخابات الرئاسية وفي تشكيل الحكومة وفي كل مفاصل الدولة...ثمة من يؤكد، ان هناك من فاتح الاميركي بموضوع رفع العقوبات عن باسيل مقابل تصويت التيار الحر لقائد الجيش ، في خطوة وصفتها المصادر بتامين استمرار باسيل كمرشح اول لرئاسة الجمهورية وكمقرر اساسي في عملية اختيار اي رئيس..

وقد تندر قيادي لبناني رفيع المستوى على ما نقلته المصادر بالقول: اننا نعاني اليوم من حكم رئيس الظل اي جبران باسيل، وعون «حالف يمين» ان يورث الرئاسة لباسيل حتى لو «بدو» يخرب لبنان.

ما شهده لبنان في 89 عندما انقسم الجيش اللبناني وبقي عون محاصرا قصر الرئاسة ليس بعيدا عما ننتظره في تشرين 2022.