أشار عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب ​محمد رعد​، إلى "أنّنا نشمّ رائحة انقلاب على تسوية الطائف، هدفه أن يطمئنّ الإسرائيلي ويأمن من عدم قدرة شعبنا على التصدّي لعدوانه، من أجل أن يمرّر سياساته التطبيعيّة والتسلطيّة والتحكّم حتّى بتقرير مصير غازنا في مياهنا الإقليميّة، فالتنقيب عن ​الغاز​ محصور بيد شركات عدّة لدول محدّدة، ورغم كلّ هذا نتحدّث عن الاستقلال والسيادة، ونحن لا نملك أن نبني محطّة ​كهرباء​ تزوّد ​لبنان​ بالإضاءة 24 على 24 ساعة".

وأكّد، خلال احتفال تأبيني أقامه "​حزب الله​" في أربعين محمد جمال تامر، في بنهران ب​الكورة​، أنّ "عملتنا الوطنيّة انهارت بسبب ارتهانها للعملة الأجنبيّة، وغدًا سياستنا ستنهار لارتهانها للسياسات الأجنبيّة. إذا كان ​الشعب اللبناني​ يريد هذا الأمر، فله أن يقرّر ذلك، لكن نحن نبذل الدّماء والأرواح من أجل حفظ كرامة هؤلاء الناس، حتّى الّذين لا يعرفون في هذه المرحلة مصلحتهم"، متسائلًا: "هل المطلوب أن ننتحر حتّى يرضى الآخرون؟ نحن نحرص على أن نحفظ عيشنا الواحد في هذا البلد، الّذي نريد له أن يكون حكمه سيّدًا مستقلًّا، وأن تكون مصالحه تبعًا لتطلّعاته وإرادته لقراره الوطني".

وركّز رعد أنّه "في حال ظنّ أحد أنّ المعادلة اختلّت وتوازن القوى لمصلحة المحور الإسرائيلي والتطبيعي، ويريد أن ينقلب على الطائف، فيا شعبنا انتبهوا لهذا التقدير الخاطئ، لأنّ لبنان خرج من العصر الإسرائيلي ولن يعود إليه، كما فشلت كلّ أساليب القوّة الّتي استخدمت من أجل ليّ ذراع المقاومة، وأدرك الرّاعون للفتنة أنّ المقاومة تستفيد من الإجماع الوطني على دورها في لبنان". ولفت إلى أنّ "إذًا، دعونا لا ندع فئة من اللّبنانيّين تخدش هذا الإجماع. أصبح السلاح و​سلاح المقاومة​ على كلّ شفّة ولسان، واشتريت وسائل إعلام من اجل الترويج لهذه المسألة".

وأوضح أنّ "ما حدث (في الطيونة) ليس اشتباكًا بين أبناء منطقتين. ما حدث هو عدوان مصمّم ومخطّط من أجل إحداث فتنة، ودَفع الناس إلى التقاتل في ما بينهم ومن أجل خلط الحابل بالنّابل، علّ بذلك القاتل يقدّم أوراق اعتماده لمشغّليه، الّذين يدفعون له المال على المستوى الإقليمي أو على المستوى الدولي". وذكر "أنّنا قلنا موقفنا بأنّ القاتل يجب أن ينزل به القصاص، ونريد القصاص العادل، ولأنّ أهل الشهيد هم أصحاب السلطان ومَن قتل مظلومًا فقد جعلنا لوليه سلطانًا، وهذا السلطان فوّض للمحكمة على أن تصدر حكمها العادل، ونحن بالانتظار ولن نقول الآن أكثر من ذلك".

وشدّد على أنّ "من الآن ودون أن نضيع الوقت ولا الفرص، تعالوا لنتفاهم، ولا تدعوا أحدًا يجرّكم إلى حرب أهلية جديدة، من أجل أن يفرض عليكم فيما بعد تسوية بموازين قوى جديدة، ما دامت الناس منفتحة على بعضها وجاهزة للحوار والتفاهم وتقدّر مصلحتها المشتركة وليس لها أعداء سوى عدو واحد، وهو الّذي ما يزال يحتلّ أرضنا".