أشار وزير الصحة فراس الأبيض، إلى أن "الحكومة بدأت بالعمل منذ شهرين ونصف، بالتالي الحكم على إنحازاتها أمر مبكر، خاصة أننا نرى الظروق التي تعمل بها والظروق التي يمر بها لبنان، والتي لم تبدأ منذ اليوم، فللأسف نحن نرى تراكمات طويلة، سببها سياسات لم تكن صحيحة، والموضوع ازداد بسبب الظروف المالية الصعبة التي نمر بها".

وخلال حديث تلفزيوني، لفت الأبيض إلى "إنني مدرك تماماً للمسؤولية الملقاة على عاتقي وحاجة الشعب، وكم يهمنا استعملال ما تبقى من الموارد لنقدم خدمة لهذا الشعب، وهذا همي بعض النظر عن الآراء التي تصدر من هنا أو هناك". وأفاد بأن "أعداد الإصابات بفيروس كورونا بازدياد وليس في لبنان فقط، ولكن في لبنان نسبة التلقيح منخفضة، وهي بالكاد تصل إلى 40 بالمئة، وهذا للاسف يعني أن جزءاً كبيراً من السكان لا زالوا عرضة لنقل هذا الفيروس".

وأوضح أن "هناك عدة أسباب لازدياد أعداد الإصابات ففي موضوع المدارس، إننا نعرف دائما في الوبائيات أن المدارس ممكن أن تكون بؤر لانتقال الفيروسات لكونها مغلقة وتحوي أعداد كبيرة، ولكن إغلاقنا للمدارس للسنة الثالثة على التوالي يمكن أن يكون جريمة بحق أولادنا"، مشيراً إلى أن "برودة الطقس تنشّط الفيروسات التنفسية، خاصة وأن النشاطات تنتقل للأماكن المغلقة".

وأكد أن "نسبة التلقيح المتدنية تعود لعدة اسباب، فهناك تردد في بعض المناطق التي تقع على الأطراف، بالرغم من المحاولات التي قمنا بها لتشجيع الناس والتي شملت إرسال باصات، وللاسف الناس لم تكن تتجاوب كثيرا مع هذا الموضوع". وأشار إلى أن "هناك فئات عمرية كذلك لم يتم فتح باب التلقيح بلقاح فايزر لها، بالتالي ترددت أن تأخذ أسترازينيكا وقررت الانتظار"، موضحاً أن "اليوم الباب مفتوح امام الجميع من عمر 12 سنة وما فوق لأخذ اللقاح، ولكن نطلب منهم التسجيل في البداية".

وعن عرض الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله المساعدة في ظل توايد اعداد الغصابات بكورونا، رحّب الأبيض بذلك، مشدداً على أن "كورونا ليست فقط مسؤولية وزارة الصحة بل هي مسؤولية المجتمع ككل، لذلك نتوجه بنداء للجميع من هيئات وجمعيات وأحزاب، لأن نعمل كلنا باتحاه زيادة الوعي والجهوزية عند الناس، لأن الواضح أن كورونا لن يترك الناس بهذه السهولة".

ورأى أنه "من المهم أن نتعلم مما جرى في السنة الماضية. وهذه السنة استبقنا واجتمعنا مع القطاعات السياحية ووزارة السياحة لنرى كيف سنحضّر خلال عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية". ولفت إلى انه "من الصعب أن نعرف منذ الآن ماذا سيحصل بعد شهر من الآن، وهذا الأمر يتحدد وفقاً للوضع الوبائي".

وعن متحور "أوميكرون" الجديد، أفاد بـ "إننا في لبنان لدينا مختبرين للفحص الجيني للمتحورات في لبنان، وحتى الآن المتحورات الموجودة في البلاد هي التي تم اكتشافها في السابق. وإن كان هناك من شيء تعلمناه من جتئحة كورونا، أنه من الصعب ضبط الفيروس في منطقة معينة، والعالم منفتح على بعضه بشكل ينتقل الفيروس، بالتالي المهم هو تأخير الانتقال".

وأوضح "إن معلوماتنا عن متحور "أوميكرون" ليست دقيقة، ولكن في داخله طفرات كثيرة ممكن ان تسرّع انتقاله، والملقح ممكن يصاب به". وأردف: "نسبة الإشغال في أجنحة كورونا حالياً هي 60 بالمئة، وإذا أخذنا أسرّة الكورونا في البلد، هي أقل بكثير من بداية السنة، وذلك يعود لعدة اسباب منها إغلاق بعض الأجنحة إما بسبب انخفاض عدد مرضى كورونا أو بسبب هجرة الممرضين والأطباء".

وشدد على "إننا سنزيد عدد الأسرة 30 بالمئة في كل المستشفيات وخاصة في مناطق معينة منها البقاع الاوسط، حيث لاحظنا أن هناك انخفاض بعدد الأسرة". وأكد "إننا كوزارة نعمل مع شركات الأوكسيجين لنتوصل إلى حلّ يمكننا من تحمّل الأعباء عنهم ليستمروا". وتابع: "بموضوع القيود، اذا اردنا السير بها حتى النهاية سنعود لإغلاق المطار كما فعلنا في بدايات كورونا، ولكن نحن لدينا مشكلة في المطار أشار اليها العديد من الناس، وهي التتبع بعد الفحص".

وعن موضوع رفع الدعم عن الأدوية، أوضح الأبيض "إننا لم نرفع الدعم بل خففناه. وهناك مشكلة تتمثل بأنه لم يدخل إلى لبنان أي أدوية خلال 4 أشهر، في وقت يتم بيع تلك الموجودة في القطاع الخاص بالدولار "الفرش". وأشار إلى أنه "في السابق كنا ندعم الأدوية بـ130 مليون دولار سنوياً، واليوم أصبح لدينا 35 مليون دولار لدعم الدواء وشراء المستلزمات الطبية وحليب الأطفال وغيرها، بالتالي نحن قررنا أن نصرف هذه الأموال للأدوية المستعصية والمزمنة. وإذا توفرت الأموال فنحن سنعيد الدعم".

وعن انقطاع بعض الأدوية التي يتناولها من أقلع عن تعاطي المخدرات، شدد الأبيض على "إننا بدأنا بمعالجة أزمة أدوية المدمنين ووصلتنا كمية منها، على أن تصل كمية أخرى منها قريباً بانتظار أن تعيد الشركات المستوردة استيرادها".