اعتبر الوزير السابق ​سجعان قزي​، أن "غالبية اللبنانيين ترفض الإنتماء الى محور الممانعة وترفض أن يكون لبنان معلقا على مصير ​إيران​ وسوريا، كما ترفض ربط الوضع اللبناني ب​الصراع السني الشيعي​ وبالصراع مع أميركا، و أقترح ​الحياد​ عن كل الدول الغربية قبل الحياد عن إيران فنحن يجب أن نتحلى بالقوة الذاتية ولا يوجد دولة في العالم تفضل مصلحتنا على مصالحها الذاتية".

وتابع في حديث تلفزيوني: "أؤمن بالقوة الذاتية لشعبنا ودولتنا وجيشنا ولا أؤمن بأن أي دولة في العالم تريد مصلحتنا أكثر من مصالح بلدها، والحياد ليس عن إيران فقط بل الكامل عن كل الدول، وإذا كنا على الحياد لا يعني أن نقطع علاقتنا مع إيران بل المحافظة على كل العلاقات مع الدول، وما نتحدث عنه أن لا نأخذ جانبا وموقفا من السياسات الداخلية لأي دولة".

وعلق قزي على ​اتفاق الطائف​، مشيرا الى أنه "اليوم للأسف، هذا الإتفاق الذي قبله ​اللبنانيون​ إما عن قناعة وإما لإيقاف الحرب، ما عاد اليوم الحل للوضع اللبناني، وأنا لا أدعو لتعديله، لكنني أرى أن الأمور تخطت الإتفاق ودولة لبنان الكبير، وموقفي نابع عن قناعة فكرية أن كل ما يمثله لبنان حاليا أصبح موضوعا على الطاولة، والحل الأفضل للبنان هو وحدته واعتماد النظام اللا مركزي الموسع مع صلاحيات للمناطق، وأن نعتمدج الحياد بدستورنا، وتثبيت علمانية الدولة اللبنانية، ولكن لبنان حاليا بما وصل اليه لا يوجد أي نظام على قياسه، يجب أن نعود الى الدولة والرشد والضمر الوطني، ولبنان معطل تجاه أبناءه وأهله وجيرانه والعالم، والدولة والشعب معزولان عن العالم".

في سياق آخر، اعتبر أن "​الفاتيكان​ دولة خاصة زمنها غير زماننا وأولوياتها مختلفة عن غيرها، وهي دولة بلا جيش لكن لديها تأثير، والتأثير غير مرتبط بالقوة، بل القوة كانت غالبا ما تضرب الحلول السلمية، والفاتيكان غير بالعالم أكثر مما غيرت الدول التي تمتلك جيوشا، والتغيير الفاتيكاني هو نحو الحوار والتوافق وليس عبر الحروب والدمار".

وتابع: "الفاتيكان تهتم بشكل دائم بلبنان، وليس فقط بالوضع اللبناني، بل بوجود لبنان، ونظرة الفاتيكان الى لبنان ثابتة أن لبنان بلد مميز بالشرق الأوسط بنظامه الديمقراطي والحريات وهويته الخاصة ودوره الخاص والتعايش المسيحي الإسلامي، وحاليا كل الناس تسأل إن كان الفاتيكان يؤيد الحياد، وهو لم يعلن صراحة أنه مع مؤتمر دولي لكنه يعمل لمؤتمر دولي من أجل لبنان، والبابا برسائله الثلاثة لرئيس الجمهورية والراعي بضرورة أن يبقى لبنان خارج الصراعات وأن يكون حياديا".

وأضاف قزي: "زيارة رئيس الحكومة ​نجيب ميقاتي​ للفاتيكان كانت إيجابية، وكل زيارة الى الفاتيكان هي إيجابية لأنه ليس جزءا من الصرعات والمحاور، لأن اللقاء مع البابا له نكهة خاصة، والبابا أطلع رئيس الحكومة على جهوده لإخراج لبنان منأزمته ووضعه بجو اللقاءات الدولية الإتصالات والزيارات التي قام بها مسؤولون بالفاتيكان، وبأوائل الشهر المقبل سيزور وزير خارجية الفاتيكان بيروت لإجراء محادثات ومشاورات، وميقاتي، الذي يهمه مصلحة لبنان وإقلاع الحكومة، أطلع البابا على الوضع وقال له أسباب تعطيل مجلس الوزراء ومن يعطل، ونعم جو الإجتماع أن ميقاتي قال للبابا بأن ​حزب الله​ يعرقل اجتماع الحكومة، وأنا أعتبر أن الإجتماعات ضرورية كي يشعر العالم أن لبنان على الخريطة".