مع إقتراب موسم الأعياد، يكثر الحديث عن الحلويات "التقليدية" التي تعتمد في هذه المناسبة، ف​عيد البربارة​ مثلاً إشتهر بصناعة المعكرون والعوامات والمشبّك، في حين أن Buche De Noel يبقى هو التقليد الأساس في عيدي الميلاد ورأس السنة.

في السنوات الماضية، كانت المحال الخاصة ببيع الحلويات تنتظر هذا الموسم من أجل بيع أكبر كميّة ممكنة، نظراً إلى تهافت المواطنين الكثيف على الشراء، لكن في السنتين الاخيرتين خفت هذه الحركة. وتتجه الأنظار إلى هذا العام مع سعر صرف دولار يصل إلى 25 ألف ليرة، وربما يتخطاه في موسم الأعياد، الأمر الذي سينعكس حكماً على ​الأسعار​ التي سترتفع بشكل كبير... فماذا يفعل ​اللبنانيون​ في هذه الحالة، حيث القدرة الشرائية معدومة والأسعار "نار"؟ الحلّ اليوم قد يكون بصناعة الحلويات في المنزل!.

"صناعة العوّامات والمعكرون والمشبّك في المنزل تكلّف حوالي 20% من أسعارهم في الخارج". هذا ما يؤكده الشيف عماد معرّاوي، حيث يلفت، عبر "النشرة"، إلى أنّ "هذه كلّها مكوّنة من طحين وسكر وخميرة وقطر، ويمكن صناعتها في المنزل".

يختصر الشيف معرّاوي المشهد بالتالي "هذه الحلويات، التي تصنع بمناسبة عيد البربارة، مربحة جداً، حيث كلفة الكيلو لا تتجاوز في المنزل لـ45 ألف ليرة، بينما في الخارج تتجاوز 100 ألف ليرة". ويتطرق إلى صناعة القطايف، حيث يشير إلى أن "صناعتها تكلّف أكثر، ولكن نستطيع شراء العجينة من الأسواق على نقوم بحشوها بالجوز أو الشوكولا أو حتى بالقشطة، التي كلفتها أيضاً تكون أقل إذا ما كانت في المنزل، وهي لا تتطلب أكثر من طحين وماء ونشاء".

أما بالنسبة إلى الـBuche De Noel ، التقليد الأساسي في ​عيد الميلاد​، يتوقع الشيف معراوي أن يتجاوز سعر الواحد لـ500 ألف ليرة. ويضيف: "تكلفة صناعته في المنزل هي أقل بـ50% من السوق، وفي الواقع نسمّيه نحن "اللعبة"، وهو مؤلّف من عجينة الجينواز وكريم، ويصنع كما يصنع قالب الحلوى العادي"، ويستغرب اعطاء كل هذه الأهميّة لـBuche، بينما في الدول الأخرى كل هذه الأمور تصنع في المنزل".

يؤكّد الشيف معرّاوي أن تكلفة صناعة الحلويات في المنزل لا تتجاوز 30% من سعرها في الخارج، ويضيف انّ "كل هذه الأمور تحصل بسبب عدم وجود رقابة، وهناك عشوائية في التسعير، والأكيد أن المحال تحمّل السلعة أو قالب الحلويات كل الأزمات التي تحصل في البلاد".

في المقابل، يشدد رئيس جمعية حماية المستهلك ​زهير برو​ على أننا "نواكب عملية ​ارتفاع الاسعار​، ومنذ هبوط الدولار إلى 14 الف ليرة والأسعار ترتفع ولم تنخفض يوماً، وبالتالي تتصاعد بشكل مستمر بعيداً عن ارتفاع أو انخفاض الدولار"، ويضيف: "قدمنا إلى القضاء إخبارات ولم يتحرك في هذا الخصوص أبداً".

في المحصّلة، أسعار الحلويات أصبحت مرتفعة جداً والحلّ الأمثل هو باللجوء إلى صناعتها في المنازل، علّ عصابات السوبرماركت والتجّار المارقين أن تصحو ضمائرهم الغائبة، وعلى قول المثل الّذي يتّبعه هؤلاء "المال السايب بيعلّم الناس الحرام" حيث الدولة نائمة ومتّفقة مع من غاب ضميره ضدّ المواطن والوطن.