اعتبر المفتي الجعفري الممتاز ​الشيخ أحمد قبلان​، متوجهًا إلى البنانيين، أن "رأس العدالة يبدأ بحماية السلطة من الفساد، وحماية الضعيف من المافيات بمختلف أشكالها، واليوم بلدنا يعيش إعصاراً من الاضطهاد والفساد والبؤس والانهيارات، التي حوّلته وشعبه ضحايا ممزقة، وبكبسة زر انتهى البلد، وطارت الودائع، وتحرّكت جرّافة الانهيار، وأصبحت الأسواق مسالخ احتكارية، وبدا البلد ممسوكاً بيد عصابات محلية أخطر من كل الجيوش الغازية"، مشيرًا إلى أن "اليوم رغيف الناس مغمّس بالحرام، أسواقها ممسوكة بقبضة شياطين، مستقبلها بين الأنياب الداخلية والخارجية، وهناك من يقول لك "بدك تعيش بدك تدفع"، بعد أن نهبوا البلد والناس".

ولفت، خلال خطبة الجمعة، إلى "أننا اليوم في الأمتار الأخيرة قبل الانهيار الشامل، وهدر الوقت قاتل، وهذا يفترض أن تدب الروح بالحكومة، والطريقة معروفة وسهلة، لأن البلد شبع مناورات قضائية، وكمائن سياسية، وسط مشاريع دولية إقليمية عقابية تقودها واشنطن لقلب البلد. وهذا ما يجب أن يدفع القوى السياسية لأخذ قرار وطني كبير لحماية القضاء من نفسه، ومن ال​سياسة​، فضلاً عن حماية البلد من الشلل السياسي الكارثي".

ورأى المفتي قبلان أن "البلد تغيّر بشدة، والطبقة الوسطى انتهت، والمعادلة أضحت قلّة تحتكر الثروة والأسواق والموارد والإمكانات، مقابل أكثرية شعب يتجرع الموت البطيء، عبر نظام مفخّخ بأكبر عمليات احتكار تتغذى على الفساد، يأتي على رأسها مافيات الدواء والغذاء والمواد الأوليّة وكارتيلات الاستيراد الحصرية، ولوبي الدولار، وأوكار ​السوق السوداء​ الممسوكة بيد جنرالات الحرب المالية النقدية، وتطبيقات الدولار التي تتلاعب بالسعر، وتناور مالياً خدمة لأجندات سياسية قذرة".

وأكد، بالنسبة للقرار الدولي، أنه "حسم أمره بأن لا أموال للبنان، باستثناء تشحيده بعض الأموال الإنسانية، ذات الطابع السياسي أيضاً، بخلفية قرار سياسي تقوده واشنطن وحلف طويل عريض يريد لبنان مجرد فريسة بالأجندة السياسية"، معتبراً أن "لبنان وسط النفق، والكارثة مدوّية، والمعركة مفتوحة على كل الأسلحة، والضحية شعب هذا البلد المظلوم، بعيداً عن طوائفه ومذاهبه. والأميركي لا يهمه الدين ولا الطائفة، بل العمالة، كما لا يهمه لبنان، بل موقعه من خدمة تل أبيب ومصالحها".

وأعلن المفتي قبلان، أن "لبنان يمكن أن ينهض من جديد، لكن بالخيار السياسي، وتحديد وجهته أولاً، ومن يعتقد أن نهوض لبنان يبدأ من ​صندوق النقد​ وشفقة الغرب هو واهم، والأيام شواهد، والنصيحة للجميع اتحدوا لاقتلاع الفساد السياسي المالي، بعيداً عن المناورات الانتخابية، والرشاوى الخارجية تفلحوا بإنقاذ لبنان وشعبه".