شهد قصر بعبدا بحضور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس الوزراء نحيب ميقاتي، توقيع اتفاقية "افتتاح المكتب الإقليمي للمنظمة الدولية للفرنكوفونية لمنطقة الشرق الأوسط في بيروت". ووقع الاتفاقية وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب عن الجانب اللبناني، وعن المنظمة مديرها مندوب الأمين العام لتوقيع الاتفاقية السيد جوفروا مونبوتي GEOFFROI MONTPETIT، حيث شدد الرئيس عون على ان لبنان سيواصل عمله والدفع الثقافي من خلال اللغة الفرنسية وما تحمله من قيم وسيعمل على إشاعة هذه اللغة في المنطقة.

وفي مستهل الاحتفال، تحدث الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية لدى المنظمة الدولية الفرنكوفونية البروفسور جرجورة حردان، عارضا لمختلف مراحل انشاء هذه الممثلية، فاشار الى ان الأمر لم يكن ممكنا الا بناء على اقتراح تقدم به رئيس الجمهورية، خلال قمة المنظمة الدولية للفرنكوفونية، التي انعقدت على مستوى رؤساء الدول والحكومات في يريفان، مشيرا الى أهمية هذا الحدث، من جهة لأنه يأتي كإعتراف من قبل المنظمة بالدور التاريخي الذي يلعبه لبنان في قلب المنظمة، إضافة الى انه اعتراف من قبل لبنان باللغة الفرنسية، كمكون أساسي من هويته الثقافية القائمة على التعددية واحترام الاختلافات.

وشكر البروفسور حردان الامينة العامة للمنظمة الفرانكوفونية السيدة لويز موشيكيوابو ، "وهي صديقة كبيرة للبنان"، على "إصرارها على ان يتم توقيع هذه الاتفاقية وذلك قبل انعقاد المؤتمر الوزاري للفرنكوفونية يوم الجمعة المقبل."

من جهته، نقل المدير التنفيذي السيد جوفروا مونبوتي الى الرئيس عون تحيات الامينة العامة للفرنكوفونية وشكرها له لالتزامه الشخصي في تحقيق هذه الاتفاقية وانشاء الممثلية في بيروت، معتبرا انه "من الطبيعي ان نكون اليوم هنا، ونحن موجودون أصلا في لبنان، منذ سنوات عدة، بشكل او بآخر في خدمة كبريات الجامعات اللبنانية. واليوم، من خلال انشاء هذه الممثلية، سوف نوطد حضورنا اكثر ونجسده اكثر في خدمة لبنان، واللبنانيات واللبنانيين."

واشار الى اننا نتوق الى افتتاح مقر هذه الممثلية، في بيروت وانطلاق العمل فيه. وقال: "ان لبنان شريك فاعل وتاريخي للفرنكوفونية، ونحن سنعمل على اطلاق دينامية متجددة للعمل مع لبنان في ميادين عدة، لا سيما مع الشبيبة وقد بدأنا بسلسلة برامج عمل مشتركة."

وختم بالقول: "ان الفرنكوفونية هي منظمتكم، وهذا بحد ذاته تحدٍّ لنا جميعا كي نعمل معا وفق مبدأ التضامن الفرنكوفوني."

ورد الرئيس عون بكلمة رحب فيها بالحضور، لا سيما بالمدير التنفيذي والوفد المرافق، طالبا نقل اطيب تحياته وامتنانه الى الامينة العامة للفرنكوفونية. كما شكر جميع الذين عملوا على تحقيق هذه الخطوة المتمثلة بإقامة ممثلية للفرنكوفونية في لبنان، وقال: "ان هذه الخطوة بالغة الاهمية للفرنكوفونية، وستتيح لنا متابعة التمسك بالثقافة واللغة الفرنسيتين وما تمثلهما، لا سيما وان اللبنانيين متمسكون منذ القدم بهما، وكنا من أوائل الذين تكلموا اللغة الفرنسية في الشرق الأوسط."

أضاف: "اليوم نحن بأمس الحاجة الى ما تمثله اللغة الفرنسية من قيم. ولطالما اخترنا الفرنسية لغة كلاسيكية اعتنقتها المدارس اللبنانية. وبمثل هذه الممثلية، سنواصل عملنا ودفعنا الثقافي من خلال هذه اللغة، وسنعمل على إشاعتها في المنطقة."

وختم بالقول: "اننا نهنىء انفسنا بتوقيع هذه الاتفاقية بين لبنان والمنظمة الفرنكوفونية" مكررا شكر لبنان لجميع الذين ساهموا في انجاز هذا الحدث.