دعا السيد علي فضل الله إلى الخروج من العقلية السائدة لدى البعض في توجيه الاتهام حول أوضاع البلد لجهة معينة أو لطرف سياسي أو طائفي، مشيراً إلى أن أسباب الانهيار تعود إلى معظم من هم في مواقع المسؤولية وحتى في مواقع المعارضة.

ورداً عن سؤال في درس التفسير القرآني، اعتبر بانه من الخطأ إلقاء اللائمة على فريق لبناني أو على جهة أو طائفة حيال ما يحصل في البلد من انهيار ومن أزمات تتوالى وتتصاعد، فمعظم الأفرقاء السياسيين ممن هم في السلطة أو خارجها تعاونوا على سفك دم هذا الصدّيق، وقد سمعت من بعض الدبلوماسيين الأجانب ما يبعث على المزيد من الخيبة في أن السياسيين اللبنانيين يتبرّأون من بعضهم البعض ويتهمون غيرهم بالفساد حتى وإن كانوا في صف الفاسدين المعروفين.

أضاف: "كلنا يعرف أن لكل طائفة هواجسها، وأن هذه الهواجس تدفعها لطلب المساعدة والعون والحماية من خارج لبنان، سواء أكان هذا الخارج عربياً أم إسلامياً أو غربياً وشرقياً وما إلى ذلك، والسبب الرئيسي في ذلك يعود للنظام الطائفي ولقوانين الانتخاب التي دائماً ما كانت تُقاس على مقاييس الطبقة السياسية التي تعاون أكثرها ومنذ العقود السالفة على أن نكون في مزرعة ولا نكون في دولة ونبني مؤسسات، وأن نفتقد للهوية الوطنية الجامعة لحساب الهويات الخاصة، وهو ما سهّل اختراق النسيج الداخلي للبلد إلى أن وصلنا إلى هذا المستوى الذي لم يعد يطمع فينا طامع ولا ينظر إلينا ناظر".

واشار الى إنني أرى أن العمل في لبنان على عزل أي طائفة أو أي فريق طائفي عدا عن أنه أمر خاطئ فهو لا يفيد أبداً، بل قد يدفع لاستحضار العصبيات المقابلة على أعلى مستوى، ولذلك أفضل أن نعمل جميعاً لنزع عناصر الخوف التي تعشش في نفوس كل الطوائف والمكونات اللبنانية، ولا يكون ذلك بالمزيد من المراهنة على جهات خارجية تُعيننا على بعضنا، بل بالجلوس إلى طاولة حوار مع إخلاص النية في العمل لإخراج البلد من محنته، ومع حفظ حق الجميع وعدم استبعاد أحد ومع تقدير كل من ساهم في العمل للبنان حر وسيد ومستقل ولا سيما أولئك الذين قدموا التضحيات الكبيرة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وفي سبيل عزة البلد وكرامته.

وخلص للقول: إننا لا نرى في علاقات الطوائف مع الدول أو الجهات الخارجية مشكلة للبلد، عندما يتم ذلك في إطار عمل وطني مشترك يستفيد منه الجميع لحساب الوطن ولا يكون على حسابه، ولذلك نحن في هذه الأيام بأمس الحاجة إلى حوار مباشر لا إلى التخاطب من بعد لأن البلد كاد أن يسقط من أيدينا ونحن نتقاتل على جنس الملائكة ونرمي بالاتهامات على بعضنا البعض فيما تستمر صرخات الجوع ويتواصل أنين المرضى والمتعبين دون طائل.