انتخب "البرلمان الشبابي النموذجي" هيئة مكتبه، خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال البرلمان التي انعقدت في فندق الهيلتون في سن الفيل، وشارك فيها النواب الـ64 حضورياً أم عن بعد، وأسفرت الانتخابات عن فوز حيان صالح، برئاسة المجلس، ودانا سعد الدين بنيابة الرئاسة، وريان بيضون بأمانة السر، كما جرى انتخاب رؤساء اللجان النيابية الـ13 ومقرريها.

وأكد حيان صالح أن "ثورة 17 تشرين الاول 2019، انتصرت من خلال هذه العملية الانتخابية"، مشددًا على "ضرورة بدء العمل بلا أي تأخير، واعداد الاقتراحات واحالتها الى اللجان المختصة، ليبدأ العمل في أسرع وقت، وتكون هناك في كل جلسة اقتراحات للتصويت عليها واقرارها، مؤكداً أن النواب سيتعاونون على بناء وطن جديد وقال "النائب سيسعى الى النهضة الوطنية، والنائبة ستكون مصيبة على الفاسدين والمفسدين".

بدوره، لفت المدير التنفيذي لمؤسسة "أديان" إيلي الهندي، إلى "أننا نجتمع اليوم لنعلن إطلاق عمل "البرلمان الشبابي"، بعد نجاح مؤسسة أديان ورغم كل الظروف التي يمر بها البلد، في تنظيم انتخابات نموذجية مميزة من حيث مضمونها، تفاصيلها، توقيتها، ونتائجها، طالت أكثر من 25000 شابة وشاب من كل المناطق، والطوائف والمجموعات".

وأوضح أنه "قدم المشروع أقسى ما يمكن تقديمه من قانون إنتخابي جديد يخاطب آراء الشباب وطموحاتهم. قانون مختلط خارج القيد الطائفي، وقانون يحترم أفضل معايير ​حقوق الإنسان​ وعدم التمييز وتكافؤ الفرص، وهيئة مستقلة تمامًا تدير الإنتخابات بكاملها وتصدر هي النتائج. وهيئة حل نزاعات".

وشدد الهندي، على "أول إختبار عملي للإصلاحات المطروحة مثل خفض سن الإقتراع؛ الاتراع الإلكتروني؛ إختيار مكان الاقتراع بين مكان القيد أو مكان السكن؛ إقتراع من هم من أب غير لبناني. وهذا ما أعطى نتائج عملية علمية يمكن الإرتكاز عليها في الخطاب السياسي والنقاش الإنتخابي في المستقبل"، مشيرًا إلى "تدريب المرشحين خلال أكثر من 50 ساعة تدريب ونقاش حول القضايا السياسية والوطنية والتقنية، شراكة مع مؤسسات مجتمع مدني في كل المناطق لتفعيل التواصل مع الشباب وتأمين مراكز الإقتراع".

وأكد على أن "كل هذا أنتج برلمانًا متنوعًا ومتوازنًا جندريًا، ممكّنًا ومؤهّلاً لتمثيل طروحات الشباب اللبناني"، معتبرًا أن "اليوم يبدأ النواب الشباب ال 64 عملهم ليعنوا بشؤون الشباب ويتابعوا تحفيذهم على المشاركة بالشأن العام، ويقدموا إقتراحات قوانين، يشاركوا في وضع السياسات، ويضغطوا ليتم تبني هذه المقترحات من قبل المرشحين والأحزاب واللوائح في الإنتخابات النيابية المقبلة ومن قبل النواب الحاليين والمقبلين".

وأعلن، متوجهًا الى أعضاء البرلمان الشباب، أن "هذا المشروع وهذا البرلمان، أمانة في أيديكم، لكم أن تحولوه إلى مجال نزاعات لا تنتهي وخلافات على الصغائر والمناصب والإنتصارات الوهمية، التي تهدى لهذه المجموعة أو ذلك التيار، ولكم أن ترتقوا به إلى نموذج فعلي يثبت فاعلية الشباب وديناميتهم، إغتنوا بتنوعكم، إبنوا على المشتركات الكثيرة التي سترونها في كل مجال، ونظموا القليل الباقي من الإختلافات، وبرهنوا بالواقع الملموس الدور الريادي لشباب لبنان في الخروج، من المأزق الذي وضعناكم، ووضعنا أنفسنا وضعنا بلدنا فيه".

وذكر الهندي "أننا والشريك الممول سفارة هولندا في لبنان، وكل من ساهم في هذا المشروع إلى الآن، معكم وبتصرفكم لا تضيعوا الفرصة كونوا بالفعل لا بالقول: برلماناً للناس؛ كونوا شباباً صناعاً للتغيير؛ وابنوا معا الإنسان وابنوا معاً لبنان الغد كما تستحقونه. أنتم أملنا، لا تخييبوا الأمل. عشتم قادة شباب من أجل ​سياسة​ غير طائفية في لبنان، ليبقى لبنان".

بدوره، أكد سفير هولندا في لبنان هانز بيتر فاندر وود، على افتخاره بالمشروع وبالتواجد في الجلسة الافتتاحية للبرلمان الشبابي، لافتًا الى أنها "المرة الثانية التي يعود فيها الى لبنان بعد العام 2009، ليجد أن المكان الذي يعتبره بمثابة المنزل له قد تغيّر، والبلاد تمر في مرحلة استثنائية وصعبة، حتى أنه يجد نفسه أحياناً محبطاً بالأخبار التي ينقلها الى حكومته في هولندا"، معتبرًا أن "الامل موجود دائماً، من خلال اللبنانيين الذين يعملون على بناء مستقبلهم بأيديهم، ولا يزال لديهم الأمل والإيمان".

وأشار إلى أنه " بالنسبة لي، ترتكز السياسة على الأمل والإيمان والثقة. لذلك، فانتم تحتاجون الى الأمل بأفكاركم وطموحاتكم، وأن تؤمنوا بأنها قابلة للتحقيق، والثقة، لأن السياسة هي عقد اجتماعي بين المواطن والدولة، حيث هناك حقوق وواجبات، وتعاون وتعاضد، بينما العقلية السائدة لدى البعض في لبنان تقوم اليوم على منطق "اذا لم استطع تحقيق شيء ما، فلن اسمح للآخرين بتحقيقه".

واعتبر السفير الهولندي، أن "السياسة يجب أن تقوم على الاستثمار في الناس والثقة بهم وهو ما لا ينطبق أحياناً كثيرة على لبنان حيث تحول الطائفية دون تحقيق ذلك، من هنا تبرز الحاجة الى مشاريع مشابهة لمشروع البرلمان الشبابي، الذي يجسّد معاني السياسة خارج القيد الطائفي، فلإعادة بناء لبنان يجب الخروج من العوائق الطائفية، والتعاون في ما بين المجموعات التي تحمل هذا التفكير".