توجّه ​المطارنة الموارنة​، بالشّكر إلى الله على "زيارة ​البابا فرنسيس​ إلى ​قبرص​، وعلى التّرحيب الّذي خصّه به، في كاتدرائية سيدة النعم - نيقوسيا، البطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​، مع راعي الأبرشية المطران سليم صفير، وكهنتها وأبنائها والوفود الآتية خصيصًا من ​لبنان​".

وأشاروا، عقب اجتماعهم الشّهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الراعي، ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية، إلى "أنّهم إذ يشكرون البابا فرنسيس على كلامه الّذي توجّه به إلى لبنان وأهله بعاطفة أبويّة، يعتبرون أنّ زيارته هذه جاءت للبنان أيضًا، آملين بتجسّدها عندنا قريبًا، ويضمّون صلاتهم إلى صلاته من أجل بلوغ بلادنا خلاصها. كما يرجون أن تؤدّي اتّصالات الكرسي الرسولي دوليًّا إلى تحرّر لبنان من التجاذبات الإقليميّة التّي تكبّل إرادته، ووضعه على سكّة استعادة حريّة قراره".

ولفت المطارنة إلى أنّ "الآباء تابعوا بفرح كبير محطّات الزّيارة الراعويّة الّتي قام بها الراعي إلى جزيرة قبرص، وقد بدأها بزيارة كلّ من الرئيس القبرصي نيكوس أنستاسيادس، ورئيس أساقفة قبرص خريسوستوموس الثاني. شملت الزّيارة القرى المارونيّة المهجّرة في شمالي قبرص. ويضمّون رجاءهم إلى رجاء أبنائهم وبناتهم هناك، بأن تتوافر عودتهم الآمنة والكريمة إلى بيوتهم وأراضيهم بعد طول معاناة، بدأت سنة 1974". وذكروا أنّ "الزيارة شملت أيضًا الرّعايا القديمة والحديثة في الجزء الجنوبي من الجزيرة، وأثنوا على جهود المطران صفير ومعاونيه من كهنة ورهبان وراهبات وعلمانيّين، في ترتيب وتنظيم زيارة البابا الرسوليّة، وزيارة الراعي الراعويّة".

وركّزوا على أنّهم "يبدون ارتياحًا إلى بداية حلّ الأزمة مع ​السعودية​، بفضل التّعاون القائم بين الرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​ وولي عهد السعوديّة الأمير محمد بن سلمان، ويأملون عودة العمل المؤسّساتي الدّستوري إلى مجلس الوزراء قريبًا". ودعوا المسؤولين المخلصين للوطن إلى "فرض تماسكهم الأخلاقي والسّياسي، ومتابعة السّعي إلى حلّ الأزمات السّياسيّة والاقتصاديّة والماليّة والمعيشيّة الّتي تتخبّط فيها البلاد، في وقت هو الأدهى ربّما في تاريخ لبنان المعاصر، وقد هال الآباء بلوغ نحو 90% من اللّبنانيّين عتبة الفقر، وفق تقارير دوليّة مرجعيّة. وهم يترقّبون مع ​المجتمع الدولي​ صحوة ضمير لدى المسؤولين، تعيد إلى هذا الوطن حضوره، من خلال التقيّد خصوصًا بالإصلاحات الضروريّة المطلوبة لتعافيه".

وحذّر الآباء من "ما يُحكى عن مساع من قبل بعض السّياسيّين لمنع حصول الاستحقاق الانتخابي، الّذي يمثّل حقًّا أساسيًّا للمواطنين في المساءلة والمحاسبة، وحاجة ملحّة لتداول الحكم على قاعدة النّزاهة والجدارة والخبرة النبيلة في شؤونه"، مناشدين أهل التّأثير السّياسي الإيجابي والصحافة ووسائل الإعلام والقوى الحيّة في المجتمع المدني، "التّركيز على هذا الواجب الدّستوري في مواقفهم وتحليلاتهم، بحيث يتعزّز المناخ الديمقراطي الحرّ، وتغدو هذه الانتخابات المطلب المصيري للتجديد المرتجى في العمل الوطني".

كما أوضحوا "أنّهم يراقبون بقلق كبير عودة جائحة "كورونا" إلى اجتياح جديد للسّاحة اللّبنانيّة، عبر تصاعد أعداد الإصابات والوفيّات"، مطالبين المسؤولين المعنيّين بـ"اللّجوء إلى معالجات ذكيّة وحازمة، تقي البلاد خطورة تفاقم الحال المرضيّة وسلبيّاتها على ما تبقّى من اقتصاد وتربية وما إليهما من مظاهر الحياة عندنا"، وذكّروا المواطنين بـ"ضرورة التقيّد بالتّدابير الوقائيّة المطلوبة".

وبيّنوا أنّ "الكنيسة تحتفل في الخامس والعشرين من هذا الشهر بعيد ميلاد ​السيد المسيح​ بالجسد، من مريم العذراء في مغارة بيت لحم ، آخذًا بشريّتنا بكلّ ما فيها من ضعف، ما عدا الخطيئة، وأتمّ سرّ فدائنا بموته على الصليب وقيامته من بين الأموات، مشركًا إيّانا بهذا الانتصار". ودعوا أبناءهم وبناتهم إلى "الاستعداد لهذا العيد بالصلاة والتقشّف ومساعدة الفقراء والمحتاجين، وما أكثرهم في أيّامنا، وأن يسألوا بصلواتهم طفل المغارة الّذي دعاه الأنبياء ملك السلام، أن ينشر السلام في وطننا وفي هذه المنطقة الّتي عاش على أرضها، وفي العالم أجمع".