لفت متروبوليت ​بيروت​ وتوابعها للروم الأرثوذكس ​المطران ​الياس عودة​، خلال قداس ذكرى اغتيال النائب السابق ​جبران تويني​ في كاتدرائية القديس جاورجيوسن إلى أنه "نستذكر اليوم إنسانا لم يتهرب من كل استحقاقات بلد، عمل جاهدا للمحافظة على استقلال لبنانه وحمايته من الشرذمة و​الطائفية​ هو القائل "المحافظة على ​الاستقلال​ تكون بتعزيز إيماننا به"، فكلما اتحد ​اللبنانيون​ لينهضوا ببلدهم يعاد تقسيمهم إلى مجموعات مقسمة تحت عدة رايات وعدة رؤوس، وهو قال أيضا "لم يعد من المقبول ان تبقى ​الحكومة​ مشلولة القرار والتحرك خاضعة لأقلية سياسية كأنها هي الأكثرية الحاكمة"، وكأن جبران يتكلم عن ما يحصل اليوم".

وأضاف "قال تويني في العام 2005 إن كشف الحقيقة يعني ان لا حماية بعد اليوم للمجرمين أيا كانوا وأينما كانوا لكننا نحن فوجئنا بعدة جرائم على رأسها تفجير العاصمة ولم نفاجأ بمحاولة اخفاء الحقيقة والمجرمين فاعتدنا ان نسمع بهكذا أمور لأن هذا النهج تجذر في لبنان"، معتبرا أن "عدم المساءلة والمحاسبة لأي مرتكب أوصلنا إلى هذا الفلتان، والتطاول على القضاء والقضاة والتهرب من العدالة هي الآفة التي تنخر جسم وطننا".

وأشار المطران عودة إلى ان "جبران عرف ان قدر لبنان ان تكون حريته دائما معمدة بالدم إلا انه تفاءل دوما بأن قدره أيضا ان يبقى شامخا، ناضل دائما من أجل توعية الشباب كي لا يقعوا في أخطاء الماضي نفسها، وكان يقول على الجيل الجديد ان يتذكر الحرب ليعتبر بتجاربها لا ليحيي أحقادها لكن الساسة لم يريحوا شباب بلدنا من ضخ الاحقاد وتسعير الخلافات الحزبية والطائفية".

ورأى أن "جلجلة الوطن لم تنته بعد وقيامته تأخرت بسبب من يحسدونه ولا يحبونه ويسخرونه مطية لأهدافهم أما الذي أحبوه حبا كبيرا فقد أهرقت دماؤهم التي نأمل ان يعي أبناء لبنان ثمنها الباهظ وأن يحافظوا على كل ذرة تراب، وامام الاستحقاق الانتخابي نستذكر إلى متى سبقى يحكمنا الفاشلون المفروضون علينا بالقوة؟ ونقول لا يسعنا إلا ان نأمل بما تفاءل به تويني قائلا "إن شعب لبنان هو تلك الأعجوبة اللبنانية آملين ان يعي الجيل الجديد هذه الحقيقية ويعمل على اساسها".