يحل الميلاد ورأس السنة هذا العام ولبنان يغرق في أزماته الاقتصادية والاجتماعية، بالتزامن مع انفلات الأمور الصحّية وعودة وباء كورونا ليضرب من جديد بمختلف المناطق اللبنانية، لا سيما النبطيّة التي ارتفعت الإصابات فيها إلى نحو 950 إصابة بينهم طلاب مدارس، رغم حملات التلقيح في المستشفيات والمدارس والثانويات.

وبسبب هذا الواقع، عمدت الأديار والكنائس في المنطقة إلى حصر الاحتفالات على قداديس الميلاد فقط، بينما غابت أشجار الميلاد والزينة واقتصرت على البيوت والمدارس والمصارف.

في هذا السياق، يشير أحد مخاتير المنطقة راشد متى، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن رعية السيدة في النبطية خفّضت كل مظاهر الزينة ولم تقم باضاءة شجرة العيد، حيث سيقتصر الإحتفال على قداس الميلاد، وذلك بسبب وباء كورونا مع ارتداء الكمامة ومنع المصافحة باليد واعتماد التباعد الاجتماعي، ويلفت إلى أن "الأوضاع التي يمر بها لبنان جعلتنا مكبلي اليدين، ما اضطرنا إلى حصر العيد في منازلنا من دون أن نفتح باب الكنيسة لتقبل التهاني من أهالي النبطية".

ويأمل المختار متى "أن يعود العيد وقد تحسنت الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والصحية في لبنان، وانتفت كل السيئات لتعود وتشرق المحبة والسعادة وتحلان مكان الصعوبات التي تعترض طريقنا في التقدم والرقي والحياة الهانئة".

من جانبه، يلفت وكيل الوقف في النبطية نمر عساف، في حديث لـ"النشرة"، إلى أنه يوم الميلاد سيقوم خوري الرعية الأب كامل إيليا بالاحتفال بقداس العيد، من دون وضع شجرة الميلاد واضاءتها، نظراً للتطورات الصحية والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، ويضيف: "العائلات بالكاد تصل إلى اطعام أولادها، وهي "عصرت" مصاريفها إلى الحد الأدنى والمعقول لتستمرّ في الحياة".

أما في الكفور، فيوضح المختار الياس فاضل، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن "البلدة سوف تحيي العيد في كنيسة سيدة النجاة بقداديس يرأسها خوري البلدة الأب يوسف سمعان، رغم أن معاناتنا تعبر فوق الفرح لتصل إلى عمق الألم الموجع والناس تطبق قول السيد المسيح "اللهم اعطنا خبزنا كفاف يومنا". ويعرب عن أمله في "أن تتبدل الصور الموجعة إلى رحاب الفرح الذي نتمناه أن يعود مع أيام زمان الجميلة والمشرقة".

من جانبه، يلفت الناشط التربوي في الجنوب والناظر العام في ثانوية حسن كامل الصباح الرسمية محمد معلم، في حديث لـ"النشرة"، إلى أنه في السنوات الماضية كان للعيد رونق وبهجة، حيث "كنا في بلدة كفررمان نقوم بزيارات اجتماعية للمعايدة إلى الأديرة والكنائس في النبطية الجرمق والعيشية والكفور وجرجوع"، ويضيف: "كانت أيام عز أما اليوم وبسبب الظروف المحيطة ووباء كورونا، تراجعت هذه الزيارات واقتصرت على الاتصال عبر الهاتف".