لفت نائب رئيس المجلس النيابي ​إيلي الفرزلي​، بعد لقائه شيخ عقل طائفة الموّحدين الدروز ​سامي أبي المنى​، في دار الطائفة - بيروت، إلى أنّ "في هذه الظّروف الاستثنائيّة المؤلمة الّتي يعيشها الوطن، نحن أحوج ما نكون فيه إلى العقل والحكمة اللتين لا تجدهما بالقدر الّذي عليه في هذه الدار الكريمة، وفي شخص شيخ عقل ​الطائفة الدرزية​، الّتي شاءت الظّروف أن تربطنا به صداقة خاصّة وعميقة منذ عقود".

وأشار إلى أنّها "كانت مناسبة لتبادل الرّأي، وحاولنا قدر الإمكان أن نضع الطّاقة المتواضعة بتصرّفه، من أجل خدمة هذه الدار، الّتي تمثّل مكوّنًا أساسيًّا وتأسيسيًّا من مكوّنات هذا البلد، والّتي لعبت فيه دورًا في صناعة بهاء ​لبنان​ وألقه، والّذي سيكون لهذا المكوّن أيضًا الدّور في مستقبل بناء لبنان بعد مرور هذه الأزمة الاقتصاديّة والاجتماعيّة، الّتي ترمي بثقلها كمعاناة حقيقيّة على كلّ الناس؛ الشّيخ أبي المنى يعمل المستحيل في تلبية حاجيّات أبناء طائفته ومن يستطيع من الطوائف الأخرى".

وركّز الفرزلي على أنّ "بصرف النّظر عمّا يُقال عن مسالة تأجيل ​الانتخابات النيابية​ أو التّشكيك بإمكانيّة إجرائها، ردّدنا قبلًا وقالها رئيس مجلس النوّاب ​نبيه بري​ أمس، بالتّأكيد والإصرار على ضرورة إجرائها في مواعيدها الدستوريّة، بصرف النّظر عن توقيتها أكان في آذار أو أيّار المقبلين". وأكّد أنّ "الانتخابات يجب أن تجري، لأنّها تبثّ الدمّ في شرايين النّظام السّياسي الّذي لا بدّ منه".

وعلى الصعّيد الحكومي، أوضح أنّ "فلسوء الحظ الأزمة الّتي أدّت إلى عدم انعقاد مجلس الوزراء، ولا أقول الحكومة كما يقول رئيس الوزراء ​نجيب ميقاتي​ وهو محقّ، أعتقد أنّ البطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​ سبق وتقدّم بحلّ مهمّ عندما زار الرؤساء الثّلاثة، وقال في القصر الجمهوري، بتصريح واضح مزج فيه بين الفكرة والمنطق المؤكّد على ضرورة احترام المسار القانوني الّذي يمثّله القضاء العدلي ومجرياته الشّاملة في قضايا الجرائم الجزائيّة، وعلى المسار الدّستوري من حيث الاختصاص، في معالجة قضايا متفرّعة عن القضيّة الجنائيّة". وبيّن أنّ "لذلك، أعتقد أنّه يجب العودة إلى الصّرخة الّتي أطلقها البطريرك الراعي".

كما التقى أبي المنى، رئيس طائفة الصابئة المندائية في العراق والعالم الشّيخ ستار جبار الحلو، والأمين العام للمجلس الدولي للحوار الديني والإنساني علي الموسوي. وجرى في اللّقاء، استعراض واقع الأديان في العراق والعالم، ودور طائفة الصابئة المندائية في التّقارب الديني. وقد نوّه الوفد العراقي بـ"الدّور المحوري الّذي كان يلعبه شيخ العقل على مستوى العلاقات والقيم الإنسانيّ والمشتركات الرّوحيّة بشكل عام".

بدوره، شدّد أبي المنى على "جوهر ومبادئ الإنسانيّة المنبثقة من المحبّة المسيحيّة والرّحمة الإسلاميّة والاخوّة التوحيديّة والإنسانيّة، وأهميّة البحث الدّائم عن المساحات المشتركة بين الأديان، من أجل التّلاقي وقبول الآخر واعتبار الدّين هو السّبيل إلى الغاية، والتّأكيد الدّائم على الحوار كسبيل لمعالجة الكثير من القضايا المطروحة والمرتكز على نبذ التّفرقة والعنف والانقسامات".

والتقى أيضًا وفد "اللجنة الأسقفيّة للحوار المسيحي الإسلامي المنبثقة من ​مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك​" برئاسة المطران شارل مراد، ونائب الرئيس الأباتي مارون أبو جودة الرئيس العام للرهبانية الأنطونية المارونية وأعضاء اللّجنة، في زيارة تهنئة ومباركة، جرى خلالها استعراض للأوضاع الرّوحيّة والحواريّة، في ظلّ الظّروف الصّعبة الّتي يمرّ بها لبنان وأهميّة استمرارها وتطويرها.

كذلك، استقبل وفدًا كرديًّا، في زيارة تهنئة وتعارف، جرى خلالها الحديث عن واقع الأكراد في ​سوريا​ ولبنان والدّول الأخرى، ودعوة أبي المنى إلى مؤتمر "حوار الأديان"، الّذي سيقام في منطقة روميلان شرق سوريا يومَي 11 و12 الشهر المقبل.