إنّه نائم بسلامٍ وتعب. إنّه صغير لا يعرف عمق الأمور بعد، لكنّه عميق جدًا لأنّه بريء. لا يعرف الكذب ولا الخبث ولا النفاق ولا الخداع. إنّه شفّاف، وعالمه فرح ولعب ومحبّة. ينظر إلى الآخرين بصدق، ولا ينتظر منهم غير ذلك.

يخاف مِن كل شيء ليس فيه محبّة، إذ يشعر أنه ليس فيه سلام وغريب عن عالمه.

يبتعد. يهرب. ولا يستطيع أن يفهم السوء فيستغرب. يتمنى لو لم يحصل. ويسأل لماذا؟ ما المنفعة منه؟ لماذا صاحبه لا يفرح؟ لا يلعب؟ لا يحب؟ هل يا ترى لأنه لم يلعب عندما كان صغيرًا؟ أو سرق أحد منه طفولته البريئة فقرر أن ينتقم من الآخرين؟.

ويقول في نفسه ليتني أستطيع قتل الوحش الذي نما في داخله ليعود طفلًا بريئًا مثلي، ونلعب سويًا، وأضمّه ونتشارك الحلويات والقصص الجميلة.

نعم، كل شيء هنا.

كم مِن شخص سُرقت منه طفولته، واغتُصِبَت مِن جراء سوء تربية، فكبر وبدأ ينتقم مِن طفولته بالآخرين؟

الرب يسوع جاء لكل الناس، وخصيصًا لمثل هؤلاء المجروحين، ليعيد لهم طفولتهم المسلوبة، ويجعلهم أطفالًا بالمحبّة مِن جديد، أطفالًا بالبراءة، وأطفالًا بالسلام.

فيا أيّها الطفل الإلهي، تعال إلى قلوبنا لنلعب معك في دنياك، ونحوّل الأرض وقلوب البشر أجمعين ملاعب سلام مليئة بنورك الإلهيّ، وبمحبّة لا تنتهي إلى أبد الآبدين آمين.