قام وزير البيئة ناصر ياسين بزيارة لمدينة صيدا استهلها من مجدليون بلقاء مع النائب بهية الحريري بحضور رئيس بلدية صيدا محمد السعودي، حيث جرى خلال اللقاء التداول في الأوضاع العامة والشأن البيئي. ورحبت الحريري بالوزير ياسين واضعة إياه في أجواء الأوضاع في صيدا والجوار وما تعتمده من عملية تشبيك وتعاون بين جميع مكوناتها وقطاعاتها وتحت مظلة البلدية في مواجهة الأزمات المختلفة، وما قطعته المدينة من مراحل متقدمة في معالجة مشاكلها البيئية وكذلك ما يتم العمل على ايجاد الحلول له بهذا الخصوص.

ثم كان عرض للواقع البيئي في مدينة صيدا وابرز الإنجازات التي تحققت في هذا المجال بعهد المجلس البلدي برئاسة السعودي، ولا سيما إزالة جبل النفايات جنوب المدينة، وتحويل مكانه الى حديقة، ومؤخرا انجاز فصل شبكة مياه الأمطار عن شبكة الصرف الصحي.

وتحدث ياسين في الشأن البيئي وتناول عدة عناوين أساسية، ففي موضوع النفايات قال: "ربما الأزمة الكبيرة التي تراها الناس هي ازمة النفايات، نظرا لتاثيراتها على الصحة العامة وتلوث الهواء والبحر. والاستراتيجية التي نعمل عليها تركز على الفرز من المصدر وهو أساسي. وانا اعتبر اننا لن نخرج من ازمة النفايات في لبنان الا بالفرز من المصدر وإعطاء البلديات سلطة لإدارة هذا الملف بطريقة لا مركزية وان يكون لديها قدرة مالية لذلك". ولفت في موضوع تلوث المياه، إلى "أنها الأزمة الأكثر عمقا، لأن كل المسطحات المائية والأنهر والمياه الجوفية للأسف ملوثة ومعالجة التلوث مكلفة جدا والآن الموارد قليلة. ربما يحتاج تلوث المياه لحوكمة جديدة لكل القضايا البيئية، لكن هذا لا يمنع اننا كوزارة نقارب كيف يمكن ان نحمي او نرفع قدر الإمكان هذا التلوث، صحيح اننا اعطينا موضوع الليطاني أهمية لأن هناك تمويل له لكن كل الأنهر يجب ان تعطى لها الأهمية".

اما في موضوع الصرف الصحي شدد على "أننا نشتغل مع وزارة الطاقة بهذا الخصوص ولكن هناك مشكلة في تشغيل محطات الضخ والتكرير. فكرنا بموضوع الطاقة الشمسية للصرف الصحي لكن اعتقد ان المعامل كبيرة وتحتاج طاقة اكبر، وهذه المشكلة هي موضع نقاش مع وزارة الطاقة". وفي موضوع الطاقة البديلة قال: "سنطلق صندوقا استثماريا من خلال مشاركتنا في مؤتمرات المناخ وسنطلقه مطلع العام ليتكامل مع مساهمة القطاع الخاص بالطاقة البديلة والنقل المستدام".

في موضوع ادارة الكوارث، أكد ياسين، أن "هذا الأمر مهم جدا وننسق به مع وحدة إدارة الحد من مخاطر الكوارث والأزمات في رئاسة مجلس الوزارء بما يتعلق بحرائق الغابات وهي من الكوارث التي نستطيع تفاديها لأنها من صنع الإنسان او نتيجة الإهمال او غياب الرقابة على الغابات والأحراج. ولذلك اطلقنا الأسبوع الماضي تقرير الحرائق عن آخر 12 سنة بين الوزارة وجامعة البلمند ووضعنا الخطوات الأولى لإحياء استراتيجية الوقاية من حرائق الغابات التي وضعت آخر مرة عام 2009 ".

كما عقد ياسين اليوم، خلال زيارته لمدينة صيدا، لقاء بيئيا وبلديا وأهليا في القصر البلدي، حضره رئيس اتحاد بلديات صيدا الزهراني رئيس بلدية صيدا محمد السعودي، وعدد من الحضور.

وتحدث السعودي عن "أبرز القضايا البيئية التي تم إنجازها في صيدا ونطاق إتحاد صيدا الزهراني، لا سيما موضوع التخلص من جبل النفايات، الذي كان رابضا على كاهل صيدا وتم تحويل الأرض التي كان عليها إلى حديقة عامة بمساحة إجمالية تبلغ نحو 100 ألف متر مربع، وأطلق عليها اسم حديقة المهندس محمد زهير السعودي العامة، وذلك بعد معالجتها وفقا لأسس ومواصفات علمية".

من جهته، قال ياسين: "إن الزيارة لبلدية صيدا اليوم للقاء رئيس البلدية محمد السعودي والبلديات في اتحاد بلديات صيدا الزهراني ومناقشة القضايا البيئية التي تخص المدينة والبلدات المجاورة، خصوصا في ما يتعلق بموضوع النفايات وادارة النفايات الصلبة". وأشار إلى أن "هناك مواضيع تتعلق بقضايا تلوث المياه والصرف الصحي، وتمت مناقشتها، وهي جزء من هذه الجولات واللقاء مع اتحاد البلديات".

وأكد أنه "المهم ان نبقي محرك المعالجة يعمل، ونحاول أن نرى كوزارة كيفية دعم البلدية في هذه المنشأة الحيوية كي لا تتوقف، ونبحث كيف نطور عملها ان كان دعما تقنيا او مساعدة ببعض القرارات من قبل الوزارة. كما ناقشنا موضوع انواع النفايات التي يمكن ان نستفيد منها، فهناك نفايات سوق الخضار المركزي او اسواق الخضار والنفايات العضوية، وهناك نفايات تنتج من تشحيل الاشجار وكيفة الاستفادة منها حيث يتوجب الفرز للإستفادة قدر الإمكان منها وتخفيف تكلفة المعالجة". وتابع: "هذا جزء من هذا العمل، كما ستكون لنا بعد اللقاء جولة على بركة المياه قرب معمل معالجة وفرزم النفايات المنزلية الصلبة، والإطلاع من إدارة المعمل على أوضاعه وكيفية معالجة موضوع البركة وأعمال الردم. كذلك ستكون لنا جولة على مرفأ الصيادين للإطلاع على ما حصل مؤخرا ونفوق الأسماك في الميناء ونناقش كيفية معالجة تلوث المياه كي لا تتكرر مرة أخرى".

وعن الخطة المستدامه لوزارة البيئة في المرحلة القادمة، أوضح ياسين، "ان الاولويات التي وضعناها في الوزارة هي موضوع معالجة النفايات الصلبه. نحن بأواخر شهر كانون الثاني القادم سنعرض الاستراتيجية الوطنية لادارة النفايات الصلبه بطريقة متكامله ومستدامه مثل : موضوع حماية الغابات والاحراج وتوفير الغطاء الحرجي. وأيضا تدارس كيف تكون إدارة المناطق الخضراء في لبنان ، وحمايتها من حرائق الغابات. لقد اشتغلنا بجهد خلال الاشهر الماضيه في هذا الموضوع وسنطور هذا العمل وتصبح هناك وقايه من حرائق الغابات والاحراج". وأضاف: "أما في موضوع تلوث المياه نعمل مع وزارة الطاقه للتخفيف ومنع التلوث عن مصادر المياه ، وهذا الموضوع ليس سهلا في ظل التأزم المالي الذي نحن فيه، ولكن علينا العمل ولا نستطيع التوقف أمام هذه المشكلة".

وأشار إلى "أننا سنصدر مطلع العام الجديد إحداثيات الإنبعاثات الناجمة عن التلوث من المصانع المعامل، حيث سنضع خطة لفترة ترصد هذه الإنبعاثات ونراقب عمليتها وتطور معالجتها. كذلك ضمن خطة الوزارة المستدامة، هناك قضايا اخرى تتعلق بالمرفأ في بيروت ورفع الردميات والركام الموجود فيه، ونحن نعمل مع وزارة الاشغال ووزارة الاقتصاد ووزارة المالية حول هذا الموضوع. وكل همنا نحن في وزارة البيئة أن نساعد ونتعاون ونتواجد مع الوزارات في القطاعات الاخرى لتتحول الى قطاعات تأخذ مبدا الاستدامه ومبدأ ما يسمى الاخضر المستدام بعملنا. مصلحة المياه هي مسؤولة عن مصلحة المياه والمجاري، يهتمون بالمياه ولكن المجاري ليس لديهم امكانيه كبيرة فيها".

كذلك التقى وزير البيئة، عبد الرحمن البزري في مكتبه في صيدا، في حضور رئيس تجمع المؤسسات الأهلية في صيدا ماجد حمتو ورئيس جمعية "التنمية للانسان والبيئة" (DPNA) فضل الله حسونة. وتم خلال اللقاء "التدوال، في آلية الحلول الموجودة لمعالجة الأزمات البيئية وكيفية تطويرها مستقبلا من أجل تجاوز المشكلة البيئية في صيدا وجوارها. كذلك تطرق البحث إلى الخطة الوطنية الشاملة التي تنوي وزارة البيئة وضعها من أجل إيجاد حل علمي وصحي شامل لمشكلة النفايات"، بحسب بيان لمكتب البزري.