اعتبر المفتي الجعفري الممتاز، الشيخ ​أحمد قبلان​، خلال خطبة الجمعة في برج البراجنة أن "باب الحلّ لمن يريد الإنقاذ يبدأ بكسر التصلّب، والجلوس المنتج بين الأقطاب المؤثّرين. وباعتقادنا أن مفتاح الحل السياسي الكبير يبدأ بتسوية وطنية كبيرة بين الرئيس ​ميشال عون​ ورئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ ورئيس الحكومة ​نجيب ميقاتي​، وما دون ذلك فإن الإغلاق السياسي سيفتك بالبلد".

وشدد على انه "لم يمرّ على ناسنا منذ تاريخ نشأة لبنان أسوأ من كارثة عام 2021، والسبب طبعاً ليس الأيام، بل جريمة العمل السياسي المالي، واللعبة الدولية الإقليمية التي أخذت قراراً بإنهاك لبنان.. وما زال البعض ينتظر مكتوفاً حنفية الخارج الممسوكة بسكاكين ال​سياسة​ القذرة، فيما الغصة الشعبية يتردّد صداها في المقابر".

وأضاف أن "أكبر أزمة يعانيها لبنان من الانهيار الشامل سببها الكارثة السياسية، توازياً مع أسوأ خيانة ارتكبها كارتيل المصارف والحاكم المركزي والمتنفّذون في السياسة المالية، فقد جرى نهب ودائع ثلاثة أجيال من اللبنانيين، ليصبح لبنان ضحية سهلة أمام الأنياب الدولية الإقليمية، ولأهداف سياسية".

وأشار إلى أنه "رغم مرور أكثر من سنتين على كارثة الانهيار، فإن البعض ما زال يفتّش الطريق عن الخيار السياسي، فيما الناس تلفظ أنفاسها، والفقر يطحن الشعب، والجريمة تلتهم البيئة الوطنية. ورغم أن الإنقاذ يمرّ برفع الألغام الفردية والمنافع الشخصية، إلا أن البعض إلى الآن لا يعرف من لبنان سوى مزرعته السياسية حتى لو تزلزل لبنان كلّه، معتبراً أن "الإنقاذ في لبنان لا يحتاج إلى فائض أموال، بل يحتاج إلى فائض إرادة وطنية، بعيداً عن لعبة التنفيعات وعضّ الأصابع وزجّ المصالح الشخصية بالخيارات السياسية، وخلط الداخل بالخارج".

وتوجّه الشيخ قبلان إلى أهل السياسة بالقول "إن قواعد اللعبة في المنطقة تغيّرت جداً، والمخاطر هائلة؛ والبلد الضعيف يُسحق بين دهاليز الصفقات، خاصة أن لبنان الماضي انتهى. ولذلك أؤكد أننا كمسلمين نريد ونصرّ ونتمسّك بالشراكة الإسلامية المسيحية الوطنية، ونتمسّك بمشروع الدولة الواحدة، ولن نقبل بأية صيغة سياسية لا شراكة فيها مع المسيحيين".