أشار عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النّائب ​علي فياض​، خلال مشاركته في غرس زيتونة في وادي السلوقي بوادي الحجير، وعلى طريق عام بلدة مركبا، وعلى طريق عام بلدة عديسة، وعند بوابة فاطمة في بلدة كفركلا، وفي بلدة الخيام مقابل مستعمرة المطلة، ضمن فعاليّات حملة التّشجير الّتي أطلقها "​حزب الله​" تحت عنوان "زيتونة سليماني"، بمناسبة الذّكرى السنويّة الثّانية لاغتيال قائد "فيلق القدس" السّابق ​قاسم سليماني​، إلى أنّ "في هذا الجنوب قرب هذه المناطق الحدوديّة، بدءًا من وادي الحجير إلى مركبا إلى العديسة وكفركلا وصولًا إلى الخيام، على طول هذا الخطّ الّذي كان خطّ نار ومقاومة، وصار خطّ انتصارات وردع ومقاومة، كان سليماني حاضرًا دومًا على مستوى الدّعم اللوجستي، وعلى مستوى دعم خيارات الشعب ال​لبنان​ي عبر مقاومته لتحرير أرضه، وردع الكيان الصهيوني، فالخيار هو خيار الشّعب اللّبناني، وإرادة ​المقاومة​ هي إرادته، والقرار قراره، وكان سليماني داعمًا لهذا الخيار وتلك الإرادة وذاك القرار".

وأوضح أنّ "هذا الدّعم كان حاضرًا وجاهزًا على مستوى المنطقة برمّتها، لكلّ مجتمع يريد أن يتحرّر من هيمنة أو احتلال، أو أن يتصدّى لعدوان يدوس الكرامة الإنسانيّة وحريّة الشّعوب، وفي كلّ ذلك لم يسعَ سليماني يومًا إلى إملاء المواقف أو مصادرة القرارات أو التوجّهات أو التدخّل في خصوصيّات مجتمع من المجتمعات".

وبيّن فيّاض أنّه "كان يحرّكه موقف إنساني وديني وأخلاقي واستراتيجي، أنّ من حقّ هذه المنطقة العربيّة الإسلاميّة أن تعيش بحريّة وكرامة، لتقرّر شعوبها مصيرها، بعيدًا عن الاحتلال الصهيوني أو الهيمنة الأميركيّة، لأنّ هذه الدّول لأبنائها وهُم يقرّرون مصيرهم. لكن هذه المواقف لا يمكن لأولئك الّذين بنوا كلّ تاريخهم على الارتهان والارتزاق والانصياع للقوى الخارجيّة، أن يستوعبوها أو يستوعبوا هذا النهج الإنساني التحرّري الثّوري، الّذي يرتكز على أولويّة حريّة الشعوب وقدسيّة الكرامة الإنسانيّة".

وركّز على أنّه "لأنّ بالمحصّلة وجه المنطقة أخذ بالتغيّر، فإنّ ​الولايات المتحدة الأميركية​ أكثر ضعفًا وأقلّ تأثيرًا، ومسارها خلال ثلاثة عقود من الحروب المدمرة في المنطقة، هو الإخفاق والانتقال من فشل إلى فشل، وعليه، فإنّ مقاومات الشعوب على مستوى المنطقة باتت مثمرة، ومئال أميركا و​إسرائيل​ المزيد من الفشل والهزيمة، كما فشلت وهزمت في تجارب العقود الماضية".

وشدّد على أنّ "من المؤسف والمخزي أنّ دولًا عربيّةً لجأت إلى خيار التّطبيع، والاقتراب من العدو الإسرائيلي وإقامة العلاقات الدبلوماسيّة معه وربّما التّحالف معه، في تموضع جديد للتعويض عن فشل الغطاء الأميركي وانكفائه عسكريًّا تحت وطأة الهزائم والاخفاقات، عوض التّموضع في معادلة الشّعوب، وخياراتها التّاريخيّة وتطلّعاتها في الحريّة والاستقلال ونصرة ​الشعب الفلسطيني​ وقضيّته العادلة، والسّعي لبناء نظام إقليمي عربي إسلامي خارج الهيمنة الأميركيّة، ويقوم على التّعاون الأخوي والتّكامل الإيجابي بين مكوّناته الطّبيعيّة".

كما لفت فيّاض إلى أنّ "في لبنان، ثمّة تحدٍّ استراتيجي يعطّل على اللّبنانيّين إمكانيّة الاستفادة من حقوقهم في الموارد النّفطيّة والغازيّة البحريّة، نتيجة العدوانيّة الإسرائيليّة والمؤامرة الغربيّة الّتي تمنع الشّركات من استخراج ​النفط والغاز​، حتّى من البلوكات الأخرى خارج المنطقة الّتي استحوذ عليها العدو".

وذكر أنّ "في ظلّ الأزمة الاقتصاديّة الاجتماعيّة، تتضاعف حاجة اللّبنانيّين لهذه الثّروة، الّتي تشكّل خشبة خلاص لا غنى عنها"، متسائلًا: "كيف يمكن للبنان أن يستعيد ويصون حقوقه هذه، من غير الاستناد إلى ركيزة القوّة الّتي تشكّلها المقاومة؟، وكيف يتسنّى للبنان أن يفرض على الآخرين أن لا يستهينوا بموارده، إذا لم يكن لدى لبنان ما يلجأ إليه من عناصر قوّة وتوازن تشكّلها المقاومة؟".