أشار العلامة السيد علي فضل الله في درس التفسير القرآني، الى أن "لبنان بات على مفترق طرق خطير، وأن على من هم في السلطة أن يتداركوا الأمر ويتحملوا مسؤولياتهم لإخراج البلد من عنق الزجاجة بدلا من الاستمرار في خطاب التحريض وشد العصب الطائفي".

ورأى اننا "كنا نأمل أن تكون انطلاقة العجلة السياسية في العام الجديد أكثر هدوءا ومرونة، وخصوصا مع استمرار الانسداد على المستويات المعيشية وفي ظل تصاعد الأزمة الصحية والارتفاع المستمر في سعر صرف الدولار، وصولا إلى العلاقات المعقدة بين الأطراف السياسية التي يفترض بها أن تبحث عن أقصر الطرق للتخفيف عن الناس والسعي لإخراج البلد من عنق الزجاجة".

أضاف: "لقد أظهرت إطلالات الأيام الأولى من هذا العام أننا نقف أمام كم كبير من الخلافات والأزمات التي تهز البلد من أعماقه من دون أن تجعل المسؤولين يهتزون لوضع الناس وآلامهم، وكأن المطلوب هو الاستمرار في هذا المسلسل التصعيدي الذي يأكل الأخضر واليابس ويجعل الناس أكثر توترا، ويظهر الطوائف وكأنها مذعورة بعضها من بعض أو من المصير المجهول الذي يقبل عليه البلد، ويدفعها للاستعانة أكثر بالأطراف الخارجية التي باتت تستهين بالبلد وبمصيره وبمن يديرون دفته".

وتابع: "إننا نخشى من أن يؤدي استمرار نفس السياسيات إلى المزيد من الإهمال الخارجي للبنان، والتعامل معه كبؤرة أزمات أو كدولة فاشلة وتركها تختنق داخليا شريطة ألا تحدث خللا في المحيط، وأن يفسح ذلك في المجال لمزيد من التدهور والانحدار الذي تنأى فيه الجهات السياسية عن بعضها وعن الناس ولا تعمل إلا لحل مشاكلها الخاصة والحفاظ على امتيازاتها ومواقعها".

اضاف: "لذلك، فإن التعويل هو على الناس وعلى أن تؤتي وحدة الجوع التي تعيشها كل الطوائف أكلها، وأن يصم الناس آذانهم عن سماع كل هذا الصخب السجالي الذي يراد له أن يحدث طبقة من الضباب السياسي الذي يعمل على تغطية الفشل المتصاعد في إدارة الدولة والذي تتحمل مسؤوليته الطبقة السياسية كلها".

وختم: "لقد آن الأوان للناس لكي تقول كلمتها قبل الانتخابات النيابية، وأن تطلق صرخة موحدة ومدوية وترفض كل هذا العبث المدمر ممن يديرون البلد، لتطلب توازنا في الخطاب يسمح ببداية التفكير في كيفية الخروج من الأزمة، وكذلك في التعامل مع المحيط العربي والإسلامي، الذي لا يستطيع لبنان أن يعيش ويستمر من دونه".