بدأت في الولايات المتحدة محاكمة رجل الأعمال الروسي فلاديسلاف كليوشين المقرب من الكرملين أمام القضاء الأميركي، وسط تقارير عن جهود أميركية لإقناعه بالكشف عن أسرار التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية لعام 2016 مقابل تجنب عقود من السجن.

وكان كليوشين، وهو خبير معلوماتية يعمل مع الكرملين، اعتقل العام الماضي في سويسرا بموجب مذكرة توقيف دولية أصدرتها الولايات المتحدة، وتم تسليمه إلى القضاء الأميركي في كانون الأول الفائت، لمحاكمته في قضية "مرابحة داخلية".

ووصفت وكالة "بلومبرغ" كليوشين بأنه "أعلى عضو في الكرملين يتم تسليمه إلى وكالات إنفاذ القانون الأميركية في الذاكرة الحديثة"، مشيرةً إلى أنه (كليوشين) حاز وسام الشرف من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل 18 شهراً فقط من توقيفه وتسليمه.

ووفقاً لما نقلته "بلومبرغ" عن العديد ممن وصفتهم بـ"الأشخاص المطلعين على الشأن الاستخباراتي الروسي"، فإن عمل كليوشين في الأمن السيبراني وعلاقاته بالكرملين "يمكن أن يجعلا منه مصدراً مفيداً للمعلومات للمسؤولين الأميركيين".

وظهر كليوشين أمام محكمة بوسطن الفيدرالية، عبر رابط فيديو من داخل مكان احتجازه، مرتدياً قميصاً أبيض، ومتحدثاً من خلال مترجم.

وقرر القاضي تأجيل القضية إلى الأربعاء، وطلب من محامي كليوشين تقديم أوراق ووثائق إضافية.

ونقلت وكالة "بلومبرغ" عن مصادر مطلعة قولها إنه فيه "حال اختار كليوشين التعاون مع القضاء الأميركي، فإنه قد يزود الولايات المتحدة بأوثق رؤية يمكن للأميركيين أن يحصلوا عليها في قضية التلاعب بانتخابات 2016".

ونقلت "بلومبرغ" عن مقربين من الكرملين وأجهزة الأمن قولهم إن الاستخبارات الروسية خلصت إلى أن لدى كليوشين، البالغ من العمر 41 عاماً "القدرة على الوصول إلى وثائق متعلقة بالحملة الروسية لاختراق خوادم الحزب الديمقراطي خلال الانتخابات الأميركية في 2016".

وأوضحت المصادر، بحسب "بلومبرغ"، أن الوثائق المذكورة تثبت أن عملية الاختراق تمت بقيادة "فريق من المخابرات العسكرية الروسية" (GRU) أطلقت عليه شركات الأمن السيبراني الأميركية اسم "الدب الخيالي"، أو "APT28".