هل كان الرّبّ ​يسوع المسيح​ قبل معموديّته على يد القدّيس يوحنا المعمدان مِن دون الروح القدس؟

بالطبع لا. لأن الذي حصل في المعموديّة "كشف إلهيّ" لهذا ندعوه "عيد الظهور الإلهيّ"، وذلك لأن الله ثالوث. آب وابن وروح قدس. إله واحد في الجوهر.

نعم، الآب هو الله، والابن هو الله، والروح القدس هو الله. وهم إله واحد وليس ثلاثة آلهة. ولا يوجد في ما بينهم تراتبيّة ولا فارق زمني في الوجود، فالزمن في ما بينهم معدوم لأنّهم أصلًا خارج الزمن.

على سبيل المثال، عندما نضيء شمعة، نرى شعلة واحدة، ولكن يتواجد في اللحظة ذاتها نور ونار وحرارة.

ففي لحظة خروج الرّبّ يسوع مِن المياه، سُمع صوت الآب، وظهر الروح القدس مثل حمامة، فكان أوّل ظهور للثالوث القدوس في العهد الجديد.

الرّبّ يسوع المسيح هو ابن الله الوحيد الذي صار إنسانًا بالتجسّد دون أن يفقد شيئًا مِن ألوهيّته، وهو لم يكن بحاجة ليعتمد، لكنّه فعل ذلك مِن أجلنا. لذا قال له القدّيس يوحنا المعمدان: «أَنَا مُحْتَاجٌ أَنْ أَعْتَمِدَ مِنْكَ، وَأَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ!» (مت ١٤:٣-١٥).

ولكن ما الذي قصده الرّبّ بجوابه له: «اسْمَحِ الآنَ، لأَنَّهُ هكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرّ».؟

الجواب: يسوع بمعموديّته أسس سر المعموديّة الذي به نصبح خليقة جديدة وننال نعمة الروح القدس، لأن يسوع هو كلّ برّ و "لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ" (٢كو ٢١:٥)

لقد رفع يسوع خطايانا أي حملها هو.

لنلاحظ أمرًا: عندما نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلًا إِلَيْهِ، فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ!» (يو٢٩:١). فلا أحد يستطيع أن يرفع خطيّة العالم إلّا الذي يغفر الخطايا، أي الله نفسه.

الرب يسوع المسيح هو الحمل المذبوح طوعًا لخلاصنا، لذا قال لليهود: «مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ، فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ» (يو٢٨:٨).

في الآية الأولى الرّبّ «يَرْفَعُ» خطايانا (αἴρων مِن فعل αίρω في اللغة اليونانيّة) أي «يأخذها على عاتقه» و «يحملها» و «يزيلها».

في الثانية «رَفَعْتُمُ» (ὑψώσητε مِن فعل Υψόω في اللغة اليونانيّة) أي «أرفع شيئًا عاليًا». الفعل هنا يعني الصلب.

فيسوع «برفعه» أي بصلبه، «رفع» خطايا العالم، وحملها لأنّه المخلّص الوحيد الذي تكلّم عليه كل الأنبياء وانتظرته البشريّة جمعاء.

وللتذكير، اسم يسوع بالعبريّة "يهوه يشع" ويعني الكائن (الله) الذي يخلّص.

فالمجد لك يا رب المجد لك.