أبدى السيد علي فضل الله، خشيته من أن يكون البلد آيلاً إلى السقوط والتداعي قبل الوصول إلى محطة الانتخابات النيابية، مشيراً إلى أن اللبنانيين يتعرضون لامتحان شبه يومي في كيفية السكوت والصمت أمام هذا الانحدار الذي يضع الأغلبية الساحقة منهم على أبواب الجوع المحتّم.

وأشار فضل الله، إلى أنه "يخشى من أن الشعب اللبناني يمر بتجربة لم يمر بها أي شعب آخر في هذه الصورة المستمرة للانحدار شبه اليومي الذي تحدّث الطبقة السياسية نفسها في أنها نجحت فيه أيما نجاح بعدما جعلت اللبنانيين يتقبّلون كل هذا السقوط ويتماشون مع كل هذا الارتفاع في سعر صرف الدولار والمحروقات والأدوية والمواد الغذائية وغيرها إلى الحد الذي أصبح معظم الشعب اللبناني على أبواب الجوع المحتّم، ومع ذلك فلا ردود فعل شعبية توازي هذا الخطر الذي اقترب من أن يكون وجودياً".

أضاف: إلى الآن يبدو أن اللبنانيين استكانوا لما خططت له الطبقة السياسية وخضعوا لشروط الامتحان المتمثل في السكوت والصمت حيث لا تزال المسكنّات الطائفية والسياسية تفعل فعلها، حتى مع هذا الانحدار المتتالي بين وقت وآخر منذ ما يزيد على السنتين إلى المستوى الذي يرى فيه الكثيرون أن المظلوم الذي يقف ظالمه أمامه قرر أن يطلق الرصاص على نفسه بدلاً من أن ينتقم من ظالمه..

وتابع: المطلوب هو وقفة شعبية حقيقية جامعة تتجاوز الوقفات التقليدية الروتينية التي قد تكون جزءاً من حسابات السلطة، حيث لا يمكن لشعب أن يستمر في لحس المبرد بهذه الطريقة وأن يكون سلاحه إما التباكي على الماضي وما عرفه من بحبوحة في العيش أو الاستماع للخطاب السياسي الانفعالي الماضي في إثارة العصبيات الطائفية والمذهبية وحتى السياسية بطريقة غرائزية خطيرة..

وقال: لقد بتنا نخشى من أن نصل إلى محطة الانتخابات ويكون البلد قد أصبح في خبر كان أو في مرحلة السقوط التي تسقط معها الانتخابات نفسها أو تسقط خيارات الناس الصحيحة تحت تأثير الجوع والقلق والاضطراب النفسي وحتى الأمني..

وختم: نحن في الوقت الذي كنا ولا نزال نرحب بدعوات الحوار وبكل فرصة للتفاهم حيال إيجاد رؤية لكيفية الخروج من هذا الكم الخطير من الأزمات، نخشى من أن فرص الحوار باتت غير متاحة حيث لا يمكن إدارة حوار وطني بمن حضر، وحيث لا نية جدية وحقيقية لدى الكثيرين في الوصول للحلول وحيث تكبر الرهانات لدى الأطراف على عوامل خارجية أو هي بعيدة من طاولة الحوار نفسها، ولذلك فإن أقل ما يلزم أن يقوم به المسؤولون للناس أن يتحركوا للتخفيف عنهم في ضبط هذا الارتفاع الجنوني للدولار ووقف عجلة الموت البطيء التي تسير باللبنانيين نحو السقوط الكبير..