أعلن حزب الله وحركة أمل مساء أمس موافقتهما على العودة إلى المشاركة في أعمال مجلس الوزراء من أجل إقرار الموازنة العامة للدولة ومناقشة خطة التعافي الاقتصادي، وذلك بعد أكثر من ثلاثة أشهر من تعطيل جلسات المجلس إثر اعتراض الحزب والحركة على إجراءات المحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، ورحب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بهذا الإعلان، وقال إنه سيدعو مجلس الوزراء إلى الانعقاد فور تسلّم مشروع قانون الموازنة من وزارة المال.

وجاء تراجع "الثنائي" عن مواقفهما السابقة مفاجئاً، إذ أعلن عنه بعد ساعات على ربط نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم معالجة الملفات السياسية بما فيها مجلس الوزراء بملف البيطار، ودعوته إلى "تفكيك الملفات" انطلاقاً من قضية التحقيقات في انفجار المرفأ، للشروع في "حل العقد تباعاً".

ونفت مصادر نيابية مواكبة للتطور الاخير أن يكون هناك أي اتفاق مسبق حول قضية القاضي طارق البيطار، أو أن يكون تم الاتفاق على سلة واحدة للحلول، قائلة إن ما جرى هو "تسليف الثنائي لميقاتي ورئيس الجمهورية ميشال عون موقف المشاركة في الحكومة، مقابل أن يبادر عون وميقاتي إلى حل أزمة البيطار بتحرك السلطة التنفيذية لإزالة الموانع التي تعيق تشكيل لجنة تحقيق برلمانية وفق ما يفرضه الدستور". وقالت لـ"الشرق الأوسط" إنهما سلفاهما هذا الموقف إثر تفاقم الوضع المعيشي لحلحته، وإبعاد الملف القضائي في المقابل عن المصالح السياسية، فضلاً عن أن هذا الموقف "سيقطع الطريق على أي محاولات لتأجيل الانتخابات النيابية أو المساس بإنجازها".

واوضحت المصادر إنه حتى الساعة الثانية من بعد ظهر أمس، لم يكن أي خرق قد تحقق، رغم أن اجتماعات حزب الله وحركة أمل كانت نشطة منذ أول من أمس الجمعة على خط إيجاد حل للأزمة الحكومية، وتكفل الحزب بالتواصل مع فريق رئاسة الجمهورية لبلورة الموقف. ولم تستبعد المصادر ضغوطاً دولية، "ظهرت من خلال تحرك فرنسي وآخر أميركي والضغط لإقرار موازنة المالية العامة" لعام 2022 التي تعد المعبر الإلزامي للشروع بمفاوضات مثمرة مع صندوق النقد الدولي.

ضبابية حول عودة الحريري

على صعيد مختلف، اكدت اوساط سنية رفيعة المستوى وعلى تواصل مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري لـ "الديار" بان هناك ضبابية حول عودته الى بيروت، فبعد ان كان مقرراً ان يعود اليوم (الاحد) ويقضي بعض الوقت، ويعلن كل مواقفه الانتخابية والسياسية ويجري ما يلزم من اتصالات ويعقد اللقاءات الداخلية ومع القوى السياسية الاخرى، يبدو ان هناك معلومات اخرى عن تعثر او تأجيل هذه العودة مع بقاء احتمال العودة (اليوم) قائماً.

وكشفت الاوساط ان المهم ليس موعد عودته، وهي ممكن ان تحصل في اي وقت من اليوم وصاعداً، ولكن الاهم ان الاتصالات التي جرت مع الحريري في الايام الماضية، خلصت الى ان الحريري لن يترشح شخصياً للانتخابات النيابية ، الحالية ولاسباب عديدة: شخصية وسياسية ومالية.

هوكشتاين الى بيروت الاسبوع المقبل

الى ذلك، اشارت صحيفة "الديار" الى انه ينتظر وصول كبير مستشاري الخارجية الاميركية للطاقة والوسيط في ملف ترسيم الحدود البحرية اموس هوكشتاين الى بيروت الاسبوع المقبل لاجراء جولة جديدة من المحادثات مع المسؤولين اللبنانيين حول موضوع ترسيم الحدود البحرية وما يتصل بمسار التفاوض غير المباشر مع الكيان الاسرائيلي في هذا الشأن الى جانب موضوع جر الغاز المصري الى لبنان.

وعشية وصول المسؤول الاميركي، كشف مصدر مطلع لـ "الديار" بان السفيرة الاميركية دوروثي شيا بحثت اجواء الزيارة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وميقاتي، موحية بان الوسيط هوكشتاين سيحضر الى بيروت من اجل تحريك هذا الملف الى الامام والدفع باتجاه احداث تقدم عملي باتجاه حل موضوع ترسيم الحدود البحرية.

واشار المصدر الى ان هوكشتاين قد يحمل توجيهات جديدة في اطار فتح الباب امام اعادة الامور الى السكة في ما يتعلق بالتنقيب عن النفط والغاز في البلوكات اللبنانية.