أكدت مصادر مسؤولة لـ"النشرة"، ان زيارة وفد "اللجنة المركزية" لحركة "فتح" برئاسة أمين سرها الفريق جبريل الرجّوب الى لبنان، تركت اصداء ايجابية في الاوساط السياسية الفلسطينية، اذ فتحت حوارا شفافا وجديا مع خمسة فصائل فلسطينية بعضها ينتمي الى "تحالف القوى الفلسطيني"هي "القيادة العامة"، ومنظمة "الصاعقة"، و"حركة الجهاد الاسلامي"وأخرى الى "منظمة التحرير الفلسطينية" وهي الجبهتين "الشعبية والديمقراطية"، واذ لم تفضِ الى نتائج محددة او ملموسة.

الشق الفلسطيني

في الشق الفلسطيني، فان اللقاءات المنفردة التي توزعت بين دمشق ولبنان تناولت بشكل رئيسي اجتماع "المجلس المركزي" الفلسطيني المقرر ان يعقد في رام الله ما بين (20-23) كانون الثاني الجاري، الا انهافتحت حوارا "من القلب"امتدّ الى مختلف الملفات الساخنة والشائكة معا، وكان رجوب محاورا فيها واستمع باهتمام الى رؤية كل فصيل فلسطيني ودوّن ملاحظاته ولم يكن الهدف الحصولعلى جواب لحضور المجلس من عدمه.

ونقل مشاركون في اللقاءات لـ"النشرة"، ان الرجوب اكد حرص حركة "فتح" على لملمة الخلاف الفلسطيني، وقال "اذا الاميركيون كذبوا علينا، و"اسرائيل"تخدعنا وتواصل سياسة الهروب الى الامام وحصار السلطة والاعتداء على الشعب والاستيطان والتهويد والاعتقال والتهجير، والعرب يمضون نحو التطبيع دون اي ضوابط، فعلينا بمختلف الانتماءات تحديد ماذانريد، ورسم خارطة طريق للمرحلة المقبلة تقوم على الوحدة والمشاركة في القرار وتحمل المسؤوليات، معوّلا على ثلاثة إستحقاقات قادمة اولها: اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح" في 18 كانون الثاني الجاري، وثانيها: اجتماع المجلس المركزي في 20 منه، (وسط ترجيح تأجيله لارتباط الرئيس محمود عباس بمواعيد خارج رام الله)،وثالثها: انعقاد المؤتمر العام الثامن لحركة "فتح" في 21 اذار القادم، بعد خمس سنوات على مؤتمرها السابع الذي عقد في تشرين الثاني 2016، داعياالى حوار وطني شامل برعاية مصرية، مؤكداً انه لا يمكن ان يكون هناك دولة لفلسطين دون ان يكون هناك وحدة وطنية فلسطينية تحافظ على الانجازات التي حققتها "منظمة التحرير الفلسطينية، مشيراً الى انّ وحده الوطن والشعب والقضية في اطار المنظمة هي هدفنا الاستراتيجي في هذه المرحلة.

واستكمل رجوب والوفد القيادي "الفتحاوي" الذي ضمّ اعضاء اللجنة المركزيّة روحي فتوح، احمد حلس والدكتور سمير الرفاعي، اضافة الى السفير الفلسطيني في لبنان اشرف دبور وامين سر الساحة فتحي ابو العردات، لقاءاته الفلسطينية مع قيادة حركة فتح في لبنان وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية حيث وضعهم في اجواء الزيارة وتطورات القضية سياسيا وأمنيا وافق المرحلة المقبلة، قبل ان يقدم التعازي الى اللِّواء الركن مصطفى ذيب خليل "أبو طعان" بوفاة نجله المعتز بالله.

واكد الرجوب على "ابناء فتح التمسك بمسيرتنا واجراء مراجعة لكل الشوائب التي علقت بها بما يضمن لهذه الحركة العظيمة وصاحبة العقيدة الوطنية والعمود الفقري لكل فلسطيني المراجعة لضمان بقاء الهوية الوطنية الفلسطينية هدف كل الفلسطينيين بغض النظر عن خلفياتهم"، مشيراً الى ان فتح اتخذت قراراً استراتيجياً في دورة اجتماعات اللجنة المركزية والمجلس الثوري بالعمل على ثلاث مسارات: المسار الاول منظمة التحرير الفلسطينية، المسار الثاني حركة فتح والمسار الثالث الحوار الوطني الفلسطيني، معتبرا ان المرافعة التي قدمها عباس في الجمعية العمومية هي خارطة طريق.

الشق اللبناني

وفي الشق اللبناني، التقى الوفد "الفتحاوي" رؤساء الجمهوريّة ميشال عون، والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي، وقائد الجيش جوزاف عون، حيث نقل رسالة فلسطينية واضحة بعدم التدخل في الشؤون اللبنانية والحرص على الامن والاستقرار في المخيمات والجوار اللبناني، كما التقى منسق الحملة الاهلية لنصرة فلسطين وقضايا الامة معن بشور واعضاء الحملة، ناهيك عن سفير جمهورية مصر العربية في لبنان ياسر علوي حيث ثمّن الجهد والرعاية المصرية للوصول إلى إنجاز المصالحة الفلسطينية.

موقف الرجوب لاستكمال الحوار برعاية مصرية، جاء في ظل دعوتين مماثلتين عربية وروسية، اذ قررت الجزائر بدء حوار مع خمسة فصائل استهلّتها مع "فتح"، على ان تتواصل تباعا مع"حماس" و"الجهاد الاسلامي" و"القيادة العامة"و"الجبهة الشعبية" ولكن بشكل منفرد، بهدف الاستماع الى رؤيةكل فصيل فلسطيني،والاطلاععلى وجهة نظره وتصوراته، على أن تحدد الخطوة التالية في ضوء النتائج، بعدما اعرب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في 6 كانون الأول الفائتعقب استقباله عباس في الجزائر العاصمة، رغبة بلاده استضافة مؤتمر جامع للفصائل الفلسطينية.ولكنه لم يحدد موعدا، واكتفى بالقول إنه سيكون قريبا.

اما الدعوة الروسية، فقد أعلنت عنها حركة "حماس"، بأنها تلقتها لإجراء حوار حول المصالحة الداخلية الفلسطينية وأن الحركة "لم ترفض أية دعوة لأجل الوحدة الوطنية واللحمة الفلسطينية"، محددة شرطًا وحيدًا في الحوارات وهو عدم التنازل عن ثابت من ثوابت الشعب الفلسطيني وأن تكون مشاركة سياسية حقيقية، فيما يتوقع ان تتوالى الدعوات الى الفصائل بعد حركة "فتح" التي لم تقرر بعد".

وكشف القيادي الدكتور موسى أبو مرزوق، أن "حماس"حملت في زيارتها الأخيرة للقاهرة في تشرين الأول الماضي ملف الوحدة الوطنية، وقدّمت مبادرة (تتضمن رؤيتها للمصالحة الفلسطينية) للأشقاء في مصر، لكنها لم "تتلقّ ردًا بشأنها". مؤكدا أن حركته "مستعدة أن تسير في أيّ خيار من الخيارات التي قدمتها (بشأن المصالحة)".