رأت صحيفة نيويورك تايمز في تحليل لمراسليها في أوروبا إن الإشارات الصادرة من روسيا تثير مخاوف من إقدام موسكو على تهديد أوروبا والولايات المتحدة، وليس فقط أوكرانيا.

وأضافت الصحيفة، التي تحدثت عن "تهديدات خفية بعيدة المدى أكثر من غزو أوكرانيا"، أن المسؤولون الروس ألمحوا إلى أنه إذا فشل الغرب في تلبية مطالب روسيا الأمنية، فقد تتخذ موسكو إجراءات مثل وضع صواريخ نووية بالقرب من الساحل الأميركي أو شن هجمات إلكترونية.

ويريد بوتين توسيع مجال نفوذ روسيا ليشمل أوروبا الشرقية وضمان عدم توسيع حلف "الناتو"، لكنه إذا فشل في تحقيق هذا الهدف، يمكنه حينها تحقيق المصالح الأمنية لروسيا بطريقة يمكن الشعور بها بشكل هائل في أوروبا والولايات المتحدة.

ويلمح المسؤولون الروس إلى إمكانية نقل الأسلحة النووية إلى أماكن ربما ليست بعيدة عن ساحل الولايات المتحدة، مما قد يؤدي إلى اندلاع مواجهة مشابهة لأزمة الصواريخ الكوبية عام 1962.

وقال ديمتري سوسلوف، المحلل في موسكو الذي قدم عرضا خلف الأبواب المغلقة أمام المشرعين الروس الشهر الماضي: "لن يقوض الغزو الروسي الافتراضي لأوكرانيا أمن الولايات المتحدة. المنطق العام للأفعال الروسية هو أن الولايات المتحدة وحلف "الناتو" هما اللذان يجب عليهما دفع ثمن باهظ".

ويشير التقرير إلى أن الهجمات الإلكترونية الأخيرة في أوكرانيا كانت بمثابة تذكير بأن الجيش الروسي قادر على إحداث فوضى في أوكرانيا وكذلك في شبكات الكهرباء من ميونيخ إلى ميشيغان.

وقد يكون هذا التحرك جزءا من حملة الكرملين للترهيب وطريقة لتذكير بايدن بأنه بينما يريد تركيز الاهتمام على التنافس مع الصين، لا يزال بوتين قادرا على إحداث اضطراب هائل.

وكان بوتين حذر الغرب مرارا وتكرارا العام الماضي من أنه إذا تجاوز الغرب "الخط الأحمر" فإنه سيأمر برد غير متوقع.

وقال الرئيس الروسيى في نيسان الماضي: "سيكون رد روسيا سريعا وقاسيا"، في إشارة إلى أنواع العمل العسكري غير التقليدي الذي يمكن أن تقوم به روسيا إذا هدد الخصوم "مصالحنا الأمنية الأساسية".

وفي جنيف، قال دبلوماسي روسي كبير إن موسكو مستعدة لوضع أنظمة أسلحة "غير محددة في أماكن غير محددة". وتنسجم هذه التصريحات مع تقييمات استخباراتية تفيد بأن روسيا قد تفكر في نشر أسلحة نووية جديدة، ربما أسلحة نووية تكتيكية أو ترسانة جديدة قوية من الصواريخ تتجاوز سرعة الصوت.

وكان بوتين أعلن، في تشرين الثاني الماضي، إن بإمكان روسيا نشر صواريخ فرط صوتية على مسافة قريبة من واشنطن.

وقد أشار من قبل إلى أن التوسع العسكري الغربي في أوكرانيا يشكل خطرا غير مقبول لأنه يمكن استخدامها لشن هجوم نووي ضد موسكو في غضون دقائق قليلة، وهو ما قال إن موسكو يمكن أن تفعله أيضا.

وقال بوتين: "من بداية العام (2022) سيكون لدينا في ترسانتنا صاروخا بحريا جديدا، أسرع من الصوت"، وفي إشارة واضحة إلى العاصمة الأميركية، واشنطن، قال: "زمن الرحلة للوصول إلى من أصدروا الأوامر سيكون خمس دقائق".

ويقول التقرير إن أي خطة لوضع أسلحة بالقرب من المدن الأميركية سيخلق ظروفا مشابهة لأزمة عام 1962 التي جعلت القوتين العظميين أقرب من أي وقت مضى إلى مواجهة نووية.

وكان نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أكد في جنيف: "في الوقت الحالي لا يوجد سبب للحديث عن الأنظمة التي ستكون المنتشرة وبأي كمية وأين بالضبط".

بينما أشار الخميس الماضي، ردا على سؤال عما إذا كانت روسيا تفكر في نشر معدات عسكرية في فنزويلا أو كوبا: "لا أريد تأكيد أي شيء أو استبعاد أي شيء".

لكن نقل الصواريخ أمر مكشوف للعالم، وفق التقرير، لذلك فإنه من المرجح، لو تصاعدت المواجهة، أن يلجأ بوتين لشن هجمات إلكترونية "لأنه من السهل إنكارها وهي مصممة بشكل كبير لإحداث اضطرابات وقابلة للتعديل حسب درجة الحرارة السياسية".

وتؤكد الصحيفة إن هناك مخاوف من أنه إذا تم فرض عقوبات على موسكو، فقد يكون رد بوتين هو تسريع هجمات برامج الفدية، التي ضربت شركات أميركية كبيرة ومدنا وبلدات في جميع أنحاء البلاد العام الماضي.